هناك فرق شاسع بين المسامحة والغفران .
نحن بطبيعتنا نستطيع ان نسامح , ولكن ليست لنا القدرة على الغفران .
المسامحة هى نسيان وتناسى ومحاولة الصعود على سطح الحدث , الغفران هو (( المسح )) النهائى للحدث .
ومعرفة طبيعة الذات تساعدنا بالاكثر على معرفة الواقع الذى نعيش فيه . وكأنه بالدخول إلى عالم النفس الداخلى ، ما هو إلا أستكشاف لحقائق جوهرية , نستطيع التعلم منها , ومن ثم الخروج للسباحة إلى العالم الخارجى .
وعندما نضع ايدينا على جوهر المسامحة , نستطيع من خلاله معرفة التفاعلات الداخلية للأشخاص المحيطين بنا . وهذا بلا شك يساعدنا كثيرا فى تطوير الشخصية . وبعبارة بسيطه . فأننا نبحث عن معرفة الاخرين بالبحث فى داخل انفسنا .
فى نظرتنا الفاحصة لذاتنا نرى أنه واحدة من التاثيرات الجارحة هى الخيانة .
والخيانه غنية بالالقاب , منها خيانة الصديق مروراّ بخيانة المقربون لنا , حتى نصل إلى قمة العرش والتى يجلس عليها بلا منازع خيانة الحبيب .
الخيانه صعوبتها فى انها تحطم قدراتك على الصمود وتصل بذروتها عندما تخونك قدرتك على تحمل الخيانه ـ الخيانه متشعبة جداّ ولها تأثيرات منها النفسى ومنها الفلسفى . منها ماهو يتفاعل ويمتزج مع مراكز الصمود ويتحول هذا المزيج المعقد إلى أشجان حزينة تصل فى بعض الأحيان إلى هستريا الضحك , أو قد تصل إلى اليأس القاتل .
والان بعد ان عرفنا كل هذه المؤثرات وصداها على النفس , هل لك أن تقف لحظه وتفكر مرتين . قبل أن يصدر منك خيانه لأى شخص , أى شخص مهما كان . حتى ولو كان عابر طريق .
أن كنت اليوم سوف تخون , فثق تماماّ هناك من سوف يرد لك هذا المكيال . وعندئذ لا تبكى بل أصرخ وقول لقد أخطأت . لقد اخترت لى نصيب السلف والدين .
وكما تريدون الناس أن تفعل بكم , أفعلوا أنتم أيضاّ بهم .