عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 10 - 2012, 10:12 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: توبوا ... «مَنْ له أذنان للسمع فليسمَع»

***

الخاطي يسعى بتوبته لميراث الملكوت، ولا يملك إلا قوَّة الدعوة التي حظي بها، كبرهان اختيار ونعمة، تحوي في داخلها سر الدم الإلهي القادر أن يغسل ويطهر ويقدس إلى التمام، وحتى النهاية، بدون نقص أو عجز أو ملل من جهة الله!!

ولكن كل خطية يقترفها الإنسان بعد ذلك عن وعي وإرادة ويكرِّرها بعدم مخافة وبلا ندم وتوبة، قادرة أن تصيب الأذن الروحية بالصمم والقلب الجديد بالتلف؛ فلا يعود صوت الله يُسمع بقوته المغذية، ولا يعود القلب ينبض بالإيمان الحي، ولا تعود النفس قادرة على التحرُّك أو الاجتهاد أو المثابرة كما ينبغي ... وحينئذ تدب في النفس شيخوخة روحية مبكرة تنذر بالخوف والخطر!! «وإن ارتد لا تُسر به نفسي.» (عب 10: 12) كلمة الله لا تحيي مرَّة، بل تحيي مرات ومرات لا تُحصى وبلا عدد، وصوت الله قوَّة لا تقيم من الموت فقط بل تقيم من الهاوية، ولكن لابد أن يعرف الإنسان من أين سقط!! ... ولابد أن يحصر خطيته، ولابد أن يتوب عنها باكياً نادماً في التراب حتى ولو كان ملكاً!! ... ولابد أن يطرح نفسه تحت توبيخ الكلمة وانتهارها مهما كان عظيماً، كمريض مدنف على الموت يسلم جسده لسلاح طبيب جراح. فالخطية سرطان الروح إذا استؤصلت مبكراً تنجو النفس، وإذا استهين بها توغلت واستشرت وخربت؛ فهي لا تعيش إلا ليموت الإنسان! ... «فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأُولى، وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب» (رؤ 2: 5).


  رد مع اقتباس