الخاطي إنسان في عُرف الروح ميت! ... ولكن لا توجد خليقة مدلَّلة ومحبوبة لدى الله قط مثل الميت المنتن بالخطية! ... فقد كان معروفاً عن المسيح أنه: «محب للعشارين والخطاة.» (مت 11: 19)!!
فكل خليقة في الوجود، إن في السماء أو على الأرض، عليها أن تتحرَّك وتجهد وتثابر لتحيا، إلا الخاطي، فلا يطالَب من الله أن يتحرك إلى شيء أو يجهد من أجل شيء أو يثابر على شيء، إلا أن يقبل فقط صوت الله الحنون ولا يرفض دعوة حبه! «والسامعون يحيون»!! ...
صوت الله قوَّة ليست محيية فقط بل وجاذبة أيضاً، تستطيع أن تجذب النفس من أعماق الموت والهاوية وتقيمها من قبر الشهوات وتفكها وتدفعها. هذه الأمور يستحيل على النفس أن تؤدِّيها من ذاتها، بل ويستحيل عليها حتى أن تتشارك فيها ولا بشيء من الجهد، ولكنها مطالَبة فقط أن لا ترفضها ...
+ «لا يقدر أحد أن يُقبـِل إليَّ إن لم يجتذبه الآب» (يو 6: 44).
+ «... ومَنْ يُقبـِل إليَّ لا أُخرجه خارجاً.» (يو 6: 37)
***