25 - 10 - 2012, 08:03 PM
|
رقم المشاركة : ( 95 )
|
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
"أنا هو" بدون خبر
بعد أن تأملنا بإيجاز فى مقولة "أنا هو" التى يليها خبر نأتى إلى المرات التى لا يليها فيها خبر. قد يكون صحيحا أن الكلمات اليونانية "ego eimi" والتى ترجمتها "أنا هو" تحمل فى العادة معنى إنسانى بسيط (كما فى يوحنا 9: 9 ؛ 12: 26) لكن إستخدام يوحنا لهذا التعبير مميز جداً، كما أشرنا سابقاً، وتتضح هذه الحقيقة عندما ننظر للمقاطع التالية فى سياقها.
فى الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنا نرى يسوع يتحدث إلى المرأة السامرية عند البئر. وعندما تقول أن الأمور التى تحدثوا عنها سوف يخبرهم عنها المسيح المنتظر يجيبها يسوع "أنا هو الذى يكلمك" (4: 26) ويشير موريس إلى أن إثلبرت شتوفر "ينكر أن هذا تأكيد غير مباشر أنه المسيا" ويصر على أن يوحنا يتمنى لو أن إجابة يسوع تفهم كصيغة التجلى "ANI HU" وبالرغم من إنى أختلف تماما مع شتوفر فى أن هذه العبارة ليست تأكيداً غير مباشر على أنه المسيا إذ أن تحليل بناء الجملة يؤكد أنها كذلك لأن يسوع هنا يرد مباشرة على كلامها عن المسيا (4: 15) إلا أننى أتفق معه على أنها "صيغة تجلى"، فكما ذكرنا سابقا يستخدم يوحنا هذه العبارة بشكل مميز جدا بهدف التأكيد على الألوهية. ولا أجد تعارض بين فهم قول يسوع هذا على أنه تأكيد غير مباشر على أنه المسيح وبين القول بألوهيته.
وكما رأينا قبلا فإن يوحنا يقصد أن يظهر بوضوح ألوهية يسوع وأنه ايضا المسيا. (20: 30-31) كما نرى الصلة بين أنه "النبى الآتى إلى العالم" (6: 14) و بين ألوهيته (6: 33)
ونجد مقولة "أنا هو" فى مقطعين آخرين فى إصحاح 8 و 13. فى الإصحاح الثامن آية 24 يقول يسوع لليهود: "لأنكم إن لم تؤمنوا إنى أنا هو تموتون فى خطاياكم" وفى الإصحاح 13 آية 19 يقول لتلاميذه: "أقول لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون إنى أنا هو" ويوضح لنا موريس قائلاً: "فى هاتين الآيتين نجد يوحنا يركز تأكيده على أهمية الإيمان المرتبط بشخص يسوع ذاته. فى المرتين نجد يسوع يؤكد لمن يكلمهم على أهمية أن يثقوا فيه "أنه هو" ويظهر ذلك على أنه إعلان مشاركته فى الطبيعة الإلهية".
ونجد أكثر مقولات "أنا هو" المألوفة والتى لا يليها خبر فى الإصحاح الثامن آية 58 حيث يسحب يسوع بساط علم اللاهوت من تحت أقدام اليهود عندما أكد بثقة إنه موجود قبل الكل وبالتالى أكد ألوهيته عندما أعلن: "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" ويدل سياق الكلام هنا على أن يسوع يعلن عن ألوهيته إذ أن الكتاب يسجل هنا: "فرفعوا حجارة ليرجموه". لقد ذكر يوحنا قبل ذلك أن اليهود حاولوا قتل يسوع لنفس السبب إذ "قال أن الله أبوه معادلا نفسه بالله" (5: 18)
الآن وبعد أن تأملنا مجموعتى مقولات "أنا هو" من الناحية التاريخية والأدبية واللغوية واللاهوتية نستخلص أن عبارة "أنا هو" تثبت ألوهية المسيح وعندما نطق يسوع بهذه الكلمات المقدسة أراد أن ينقل إلينا هذه الحقيقة المذهلة عن طبيعته الإلهية، وكذلك فعل القديس يوحنا عندما سجل لنا هذه الكلمات التى تعطى الحياة.
|
|
|
|