عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 10 - 2012, 07:30 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,813

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث


قدرته على الخلق



لاشك أن الخالق هو الله.

وقصة الخليقة تبدأ بعبارة

" في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1: 1).

والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شئ.

وفي سفر اشعياء يقول الله " أنا الرب صانع كل شئ،

ناشر السموات باسط الأرض" (اش44: 24).

" أنا الرب صانع كل هذه" (اش45: 7).



1 ومع ذلك هناك آيات في الكتاب

تذكر أن المسيح هو الخالق:






أ (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10)..


ب (عب1: 1) ويقول بولس الرسول " الذى به عمل العالمين ".

ج (كو1: 16) ويقول أيضاً " فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق.

د (1كو8: 6) ويقول أيضاً " به جميع الأشياء ونحن به ".



2 وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق.

منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو9: 10 17).

وهنا خلق مادة لم تكن موجودة،

أمكن بها إشباع هذه الآلاف.

ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتا عشرة قفة. فمن أين أتت كل هذه الكسر. إنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع. وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة.

ويشبة هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال.

وذلك من سبع خبرات وقليل من السمك (متى15: 32 38) ثم رفعوا ما فضل عنهم سبعة سلال مملوءة. وهنا أيضاً خلق مادة لم تكن موجودة. والقدرة على الخلق هي من صفات الله وحده.



3 ومن معجزات الخلق أيضاً تحويل الماء خمراً في عرس قانا الجليل (يو2).


وهنا عملية خلق:

لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين، فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟

لقد خلق السيد كل هذا في تلك المعجزة، التى مما يزيد قوتها أنها تمت بمجرد إرادته في الداخل، دون أية عملية، ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر... إنما قال " املأوا الأجران ماء، فملأوما. ثم قال لهم استقوا الآن (يو2: 7، 8). وهكذا صار الماء خمراً بمجرد إرادته. أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر.



4 ومن معجزات الخلق أيضاً منح البصر للمولود أعمى (يو9).



لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل. وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول.الطين الذى يضعونه في عين البصير فيفقده البصر، وضعه السيد في محجرى الأعمى فصار عينين.

ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل بعد ذلك في بركة سلوام.

والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس أمكن هنا أن يثبت الطين العينين في المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب...

ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود " منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى (يو9: 32).


هنا ويوجهنا سؤال لاهوتي هام وهو:


5 كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟

لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. إذن فهل هو الذى خلق الكون أم الله الآب هو الذى خلق الكل ظ إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني. لذلك يقول الرسول " الذى به عمل العالمين ". به أي بعقله، بحكمته...

المسيح مُعطي الحياة



1 يقول عنه يوحنا الإنجيلي

" فيه كانت الحياة" (يو1: 4).

والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده.


2 وقد أعطى السيد المسيح الحياة في إقامته للموتى.


وذكر الكتاب المقدس ثلاث معجزات من هذا النوع.

أ (مر5: 22، 35 42) إقامة ابنه يا يرس وكانت مسجاة على فراشها في البيت. وأهلها يبكون ويولولون كثيراً.

ب (لو7: 11 17) إقامة ابن ارملة نايين، وكان محمولاً على نعش في الطريق. وجمع كثير من المدينة حوله.

ج (يو11) إقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً في قبره، وقالت أخته عنه قد أنتن.

والمهم في هذه المعجزة الثلاثة أنها تمت بالأمر.

مما يدل على لاهوته،

وعلى أنه مانح الحياة،

وسنعرض لهذا الأمر بالتفصيل عند حديثنا عن اثبات لاهوت المسيح من معجزاته.

3 ويكفى تعليقاً على معجزاته في إقامة الموتى،

قول السيد المسيح " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21). وهنا مساواة بينه وبين الآب، وأيضاً جعل منح هذه الحياة متوقفاً على مشيئته.



4 قال السيد المسيح عن نفسه إنه " المواهب الحياة للعالم" (يو6: 33) باعتباره " خبز الحياة" (يو6: 35).


وقال " أنا هو خبز الحياة " " النازل من السماء " " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد " " والخبز الذى أنا أعطى هو جسدي الذى أبذله من أجل حياة العالم " " من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 35 58).

وهذا الفصل السادس من إنجيل يوحنا يقدم المسيح كمعطى للحياة، من خلال سر الافخارستيا،

تقديم جسده ودمه، وأيضاً من جهة قول المسيح " وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).



5 وتحدث المسيح عن ذاته بأنه يعطى الحياة الأبدية،

كما قال " خرافي تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيهما حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد. ولا يحفظها أحد من يدى" (يو10: 27، 28). ونلاحظ هنا عبارة " أنا أعطيها ".

6 كذلك منح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.

فقال " لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ".

* * *

7 كذلك في حديثه مع المرأة السامرية، شجعها أن تطلب منه " الماء الحى ".

وقال لها " من يشرب من الماء الذى أعطية أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطية يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 10 14).

ونلاحظ هنا قوله مرتين " الذى أعطية " على اعتبار أن منه هذه العطية، التى هي الحياة هنا التى تنبع إلى حياة أبدية.


# استنتاج:



لم يحدث مطلقاً أن إنساناً بهذا الأسلوب، الذى به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها، وأنه يعطى حياة أبدية، وأنه يحيى من يشاء.

والذى يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يحفظه أحد من يده... إنها كلها أعمال من سلطان الله.
  رد مع اقتباس