عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 10 - 2012, 07:21 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

أنت المسيح ابن الله الحي
- 3 -
يسوع المسيح ينسب إلى ذاته الأبدية



بقلم المتنيح ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس


وكما يتصف الله وحده بالأزلية، كذلك يتصف وحده بالأبدية. فالله وحده هو الأزلي لأنه البدء والبداءة والمبدئ لكل شيء، ولا بداية له، وهو وحده الأزلي لأنه لا نهاية له.

يقول الوحي: « مُنْذُ ٱلأَزَلِ إِلَى ٱلأَبَدِ أَنْتَ ٱللّٰهُ» (مزمور 90: 2).
«مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلأَزَلِ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (مزمور 41: 13، 106: 48، أخبار الأيام الأول 16: 36، 29: 10، نحميا 9: 5، دانيال 2: 20).

«هٰكَذَا قَالَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ ٱلأَبَدِ، ٱلْقُدُّوسُ ٱسْمُهُ» (إشعياء 57: 15).

«أَمَّا ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلٰهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ» (إرميا 10: 10 تنظر أيضاً التثنية 33: 27).

فإذا وصفت الحياة بالأبدية، فلأن الله هو الحياة.
وأما ما هو مخلوق فلا يوصف بأنه أبدي، لأن الأزلي هو وحده الأبدي.

نعم يوصف الإنسان بالخلود، وتوصف الملائكة بالخلود. لكن الخلود هو غير الأبدية. الخلود منحة الله للكائنات العاقلة، لأنها ما دامت مخلوقة فهي قابلة للفناء. والخلود إذن منحة ونعمة مفاضة عليها ليست من طبيعتها هي.

على أن وصف نفسه لا بالخلود فقط بل بالأبدية التي لا يتصف بها غير الله وحده.

(1) قال يسوع المسيح لعبده ورسوله يوحنا «أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ وَٱلَّذِي يَأْتِي، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء» (الرؤيا 1: 8)

(2) ويقول القديس يوحنا في رؤياه : «كُنْتُ فِي ٱلرُّوحِ فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتاً عَظِيماً كَصَوْتِ بُوقٍ قَائِلاً: «أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ. ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِر» (الرؤيا 1: 10 و11). وكان هذا الصو العظيم هو صوت الرب يسوع بعينه، لأن القديس يوحنا التفت لينظر الصوت العظيم الذي تكلم معه، ولما التفت رآه في صورة «ٱبْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى ٱلرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَٱلصُّوفِ ٱلأَبْيَضِ كَٱلثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلاَهُ شِبْهُ ٱلنُّحَاسِ ٱلنَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ ٱلْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (الرؤيا 1: 12-18). ولقد شرحنا هذا النص من قبل وبينا أن المتكلم هو الرب يسوع بنفسه، لأن القديس يوحنا رآه في الجسد، ووصف قامته وثوبه الأبيض ومتطقة الذهب عند ثدييه، كما وصف كذلك شعره ورأسه وعينيه وفمه وقدميه وعرفه بنفسه، وفي تعريفه بنفسه وصف الرب يسوع ذاته بأنه « ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» أي أنه نسب إلى ذاته الأبدية التي لا يتصف بها غير الله وحده، وأنه سيظل حياً إلى أبد الآباد.

(3) وقد ألح ربنا يسوع على نفس الحقيقة في وضع آخر، في قوله لعبده ورسوله القديس يوحنا «وَٱكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا: «هٰذَا يَقُولُهُ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، ٱلَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ» (الرؤيا 2: 8). وواضح أن الذي ينسب إلى ذاته الأبدية في هذا النص، هو الرب يسوع المسيح لأنه هو الذي مات ثم عاد إلى الحياة بقيامته من بين الأموات.

(4) وهو بذاته القائل « أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي ٱلْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ مَجَّاناً» (الرؤيا 21: 6) وكما قلنا سابقاً نقول هنا إن الذي وعد كثيراً وفي مواضع متفرقة أن عنده ماء الحياة، الماء الحي، الذي ينبع إلى الحياة الأبدية هو الرب يسوع، وهو الذي يصف ذاته بأنه الأبدي الذي لا نهاية له.

(5) ويكرر نفس المعنى، وذات الحقيقة، وهو في مجال الوعد بمجيئه الثاني، والحساب بالثواب ولاعقاب الذي سيجري أمام عرشه الأبيض، ومنبره، لأنه وحده الديان: «هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. أَنَا ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ» (الرؤيا 22: 12 و13).

هاتان الصفتان الإلهيتان: الأزلية والأبدية، ينسبهما الرب يسوع إلى ذاته بنفس القوة التي تنسبان بها إلى الله. فإذا لم يكن المسيح هو الله، فكيف يجرؤ يسوع المسيح أن يصف ذاته بالأزلية والأبدية، ويقول بغير تحفظ « أَنَا ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ» ؟ لو أن إنسان نسب ذلك إلى ذاته لكان مجدفاً. فنحن الآن أمام قضية حادة: إما أن يكون المسيح مجدفاً، وإما أن يكون صادقاً. فإذا كان صادقاً - ولا شك في ذلك - فلا مفر من أن يكون هو الله متجسداً.
  رد مع اقتباس