25 - 10 - 2012, 07:05 PM
|
رقم المشاركة : ( 6 )
|
|
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
المسيح الراعى
نيافة الأنبا رافائيل "لأنه جعل الأبوة مثل الخراف يبصر المستقيمون ويفرحون".
أن المسيح فى الكنيسة كراع يرعى غنمه ويربضها ويعتنى بها "أنا أرعى غنمى واربضها يقول السيد الرب" (حز 15:34) والمسيح فى صعوده إلى السموات بعد قيامته كان يقصد أن يجلس عن يمين الأب بناسوته الذى أخذه منا ليمارس به ومن خلاله كهنوتاً أبدياً فى السموات حيث يجلس على العرش الإلهى ليرعى كنيسته.. يرعاها بحب واهتمام.. يرعاها بروحه القدوس الذى وعدنا أن يرسـله إلينا من عنـد الأب (يو 26:15) ليكون معنا ويكمث فينا (يو 16:14،17) ويستجلب لنا كل ما للابن من نعمة وعطية ومفاعيل خلاصية "ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم" (يو 14:16).. والروح القدوس ينتخـب فى الكنيسة أناساً يقيمهم خداماً يرعون شعب الله "أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله.." (أع 28:20) وهذه الرعاية التى يقوم بها الأباء ما هى إلا ممارسة كهنوت المسيح فى الكنيسة فالمسيح هو الكاهن الأعظم ورئيس الرعاة "وأقيم عليها راعياً واحداً فيرعاها عبدى داود (المسيح) هو يرعاها وهو يكون لها راعيا" (حز 23:34) وهو يرعى الكنيسة بنا ومن خلالنا لذلك فالكاهن فى الكنيسة هو (أب) ومن أجمل تقاليد كنيستنا القبطية أن ننادى الأب الأسقف والكاهن بلقب "أبونا" بل ويقف على قمة الهرم الكنسى شخص محبوب يسمى "البابا" ووظيفته "بطريرك" أى رئيس "الأباء" أو بالأولى "أب الأباء" فكل كهنوت كنيستنا هو أبوة روحية غامرة يتلقنها الكاهن "فى أية درجة" من المسيح ويشبع بها بفيض فتشع منه روحاً ينسكب فيغمر الكنيسة بفيض الحب والأبوة والاهتمام والرعاية "التراكم علىّ كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس، من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو 28:11،29) هذه هى الأبوة التى تنسكب كأنهار مياه حية من أحضان الثالوث المقدس فحتى العالم عبر الكاهن.
1- الرعاية :
الراعى هو الأب الذى يقبل جميع أولاده - على علاتهم - ويهتم باحتياجاتهم ويسهر على راحتهم ويحمل همومهم ويتوب عنهم كمثل ما عمل أيوب من جهة بنيه "وكان لما دارت أيام الوليمة أن أيوب أرسل فقدسهم (أبناءه) وبكر فى الغـد وأصعد محرقات على عددهم لأنه قال: ربما أخطأ بنى وجدفوا على الله فى قلوبهم وهكذا كان أيوب يفعل كل الأيام" (أى 5:1).
والكاهن فى قبوله الجميع لا يجذبهم إلى نفسه بل إلى من يمثله ويخدمه أى المسيح وعندما يقبلهم إنما يرى فيهم المسيح "ما فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم" (مت 40:25) لأن كل من اجتاز المعمودية قد صار بالحق عضواً فى جسد المسيح.. والكاهن مستأمن على جسد المسيح ليخدمه ومن هنا يصير اهتمام الكاهن بكل عضو فى الكنيسة هو اهتمام بالمسيح.. نعم أن هذا الاهتمام المتسع مؤلم أحياناً كثيرة ويصلب الكاهن صلباً ويحرمه من حقه الطبيعى فى الراحة والإجازة ولكن رغم ذلك فالأب دائماً يفرح بفرح أولاده ونجاحهم وتقدمهم وشبعهم.
لذلك يعلمنا أبونا قداسة البابا شنوده "إذا تعب الكاهن يستريح الشعب وإذا استراح الكاهن يتعب الشعب" الكاهن يكسر ذاته فى أقدام وصبر وفرح بالآخرين.. وهذا هو صلب المسيح.. والخدمة لا تزيد عن كونها صليب المسيح. أن نخدم الناس يعنى أن نحيا فى محبة الله للناس، ومحبة الله هذه عبّر عنها بالصليب "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3).. فالكاهن الأب يدخل فى خبرة هذه المحبة المصلوبة لأن هذا هو واقع خدمته.. أنه يقدم حباً بلا حدود لشعب متسع متباين فى فكره وقبوله لخدمة الكاهن.. قد يقابل حب الكاهن بعدم الاكتراث أو بالرفض ولكنه على كل حال أب.. يظل مجاهداً ومنبهاً ومنذراً ومشجعاً على رجاء، أن يخلص الابن ويقبل إلى الحق.. فالمسيح نفسه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يو 11:1) ولكنه أكمل سعيه نحو خلاص البشر حتى التمام لأنه أب يحب أولاده..
وكذلك الكاهن "إن كانوا قد اضطهدونى فسيضطهدونكم" (يو 20:15)، "ليس عبد أعظم من سـيده
ولا رسول أعظم من مرسله" (يو 16:13)..
|
|
|
|
|
|