عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 10 - 2012, 06:37 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

التسبيح فى الكتاب المقدس







التسبيح فى الكتاب المقدس





التسبيح فى الكتاب المقدس

كانت العلاقة بين الله وآدم مليئة بالدفء والحب والدالة.."وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها" (تك15:2). فجأة انقطعت هذه العلاقة الجميلة بين الله والإنسان، وصارت هناك قطيعة بسبب الخطية.. وبدلاً من الدالة والحب والفرح صار هناك خوف واختباء ورعب.. "وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة..فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة.. فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تك 3: 8،10)... وبدلاً من البركة صارت هناك لعنة وعداوة (تك3: 14-19) وطرد آدم من وجه الرب (تك24:3)
وتحولت علاقة الود والحب إلي خصومة وعداوة وحاجز متوسط بين السمائيين والأرضيين، وساد الرعب والموت. ولم يكن من الممكن أن يقترب الإنسان إلي الله بدون دم.. فعمل الله أول ذبيحة ليعلّم آدم أنه: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). ونستدل على هذه الذبيحة من الآية القائلة: "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد ألبسهما" (تك21:3).. كان هذا الجلد هو جلد أول ذبيحة، ليعرف آدم أنه لن يستر عريه بدون الذبيحة.
وكان كذلك في ذبائح ابني آدم..فقبل الله ذبيحة هابيل إذ كانت دموية، بينما رفض ذبيحة قايين إذ أنها نباتية بدون سفك دم.. "وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلي هابيل وقربانه، ولكن إلي قايين وقربانه لم ينظر" (تك 4:4،5).


التسبيح فى الكتاب المقدس



على الرغم من الدالة والحب بين الله والآباء.. فقد كانت الصلة الأساسية التي تربطهم بالله هي المذبح والذبيحة، علامة على الحاجة إلي الكفارة والفداء بدم المسيح.. وهذا ما نراه في سفر التكوين.
نوح: "وبنى نوح مذبحاً للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا" (تك20:8،21).
أبرآم: "وظهر الرب لأبرام وقال: "لنسلك أعطي هذه الأرض" فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له" (تك7:12).
إسحاق: "فبنى هناك مذبحاً ودعا باسم الرب" (تك25:26).
يعقوب: "وأقام هناك مذبحاً ودعاه إيل إله إسرائيل" (تك 20:33).


التسبيح فى الكتاب المقدس



كانت العلة التي أراد موسى النبي أن يُخرِج بها الشعب من مصر هي الذبيحة.."الرب إله العبرانيين التقانا، فالآن نمضي سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا" (خر 18:3)، وكان خروجهم من مصر مرتبطاً بذبح خروف الفصح "مسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم" (خر22:12).
كانت العلاقة مع الله تدور حول الدم.. إشارة إلي الحاجة إلي سفك دم السيد المسيح، وأيضاً إعلاناً عن غضب السماء بسبب خطية الإنسان التي تستوجب الموت والدم. ولم يكن هناك مجال للتسبيح والترنيم..
التسبيح فى الكتاب المقدس





كان خروج بني إسرائيل من مصر معجزة غير متوقعة، وما صاحب هذه المعجزة كانت أعاجيب عظيمة. فالضربات التي أصابت فرعون وشعبه فتح غلفة لسان الشعب فبدأوا يسبحون "حينئذ رنم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبحة للرب وقالوا.." (خر15).
وهذه هي التسبحة التي رتبتها كنيستنا بنفس نصها الكتابي في (الهوس الأول)، وهي أيضاً التسبحة التي يتغنى بها السمائيون: "وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله، وترنيمة الخروف" (رؤ 3:15).


وقد كانت هذه التسبحة طفرة في العلاقة مع الله، ولكنها ارتبطت أيضاً بالمذبح والذبيحة. لقد سبحوا الله بهذه التسبحة مرة واحدة فقط، وكأن الله كان يفتح لهم نافذة ليطلوا منها على تسبيح العهد الجديد الذي هو تسبيح الخلاص. لم يكن الخلاص قد تم وقتها، وكانوا مازالوا ينتظرون مجيء السيد المسيح المزمع أن يفدي البشرية، لتحيا بعدئذ حياة التسبيح الدائم.. "فبنى موسى مذبحاً ودعا اسمه يهوه نسِّي" (خر15:17).




التسبيح فى الكتاب المقدس



عمل موسى خيمة الاجتماع حسب المثال الذي أظهره الله له على الجبل، وكان كل ما يدور داخل هذه الخيمة مرتبطاً بالذبائح فقط. وكان هناك أنواع من الذبائح اليومية (المحرقة، الخطية، الإثم، السلامة)، بالإضافة إلي الذبائح الموسمية (الفصح، يوم الكفارة العظيم). وكان تدشين المذبح وتطهير الشعب برش الدم (خر 5:24-8)كذلك كان كل شيء في خيمة الاجتماع مرتبط بالدم، إشارة إلي الحاجة بدم المسيح.
لكن إلي جوار الدم والذبيحة كان هناك طفرة جديدة قدمها الله في العلاقة مع موسى وهي مذبح البخور: "وتصنع مذبحاً لإيقاد البخور. من خشب السنط تصنعه" (خر1:30). إنه مكان لا تقدم عليه ذبائح دموية، ومع ذلك يسمى "مذبح". فمذبح البخور هذا ينبئ بنوع جديد من الذبائح الغير دموية؛ فالبخور هو صلوات القديسين، كما جاء في سفر الرؤيا: "وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ 3:8،4).


فمذبح البخور إذاً كان إشارة مبكرة إلي ذبيحة جديدة تقدمها البشرية هي: "ذبيحة التسبيح". وسنرى لاحقاً كيف دخلت هذه ذبيحة في العبادة.

التسبيح فى الكتاب المقدس






  رد مع اقتباس