الموضوع
:
موضوعات أسريه مهمه
عرض مشاركة واحدة
21 - 10 - 2012, 04:28 PM
رقم المشاركة : (
6
)
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,351,589
رد: موضوعات أسريه مهمه
وأول وحدانية روحية نعرفها، وهي أهم وحدانية، والتي لها انعكاساتها في كل الخليقة، هي وحدانية الخالق نفسه. فهو واحد، لكن وحدانيته جامعة لكثرة في ذاته. لكن يبقى بالطبع أن وحدانيته - تبارك اسمه العظيم - لا مثيل لها في كل الوحدانيات الآخرى المادية أو الروحية، إذ لا تركيب فيها، فهو جوهر واحد جامع لكثرة في داخل ذاته. ليكون وحده السرمدي الذي لا بداية له (بداية تبدأ مع التركيب)، ولا نهاية له (نهاية تحدث باحتمال التفكيك)، وأيضًا ليكون هو المكتفي بذاته، أي غير المحتاج البتة لآخر من خارجه يتحتم وجوده لكي يمارس معه طبيعته التي هي محبة. فقد كانت، ولم تزل، وستظل، تيارات الحب تجري من الأزل وإلى الأبد في داخل الذات الإلهية دون أدنى احتياج لهذا الآخر.
والوحدانية الروحية الثانية التي نعرفها، والتي نرى في وحدانية الزواج صورة لها، هي وحدانية المؤمن الفرد بالخالق نفسه! وهذا ما يشير إليه الرسول بولس في 1كورنثوس6: 16 «لأَنَّهُ يَقُولُ: يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ». إذًا يرى الرسول، في الوحدة الجسدية المقدّسة بين الرجل وزوجته، صورة للوحدة الروحية المقدسة بين الفرد، رجلاً كان أو امرأة، وخالقه. ويا لها من وحدة، عندما يتحد الله الخالق، الذي هو روح، مع مخلوق ضعيف هو الإنسان والذي به نسمة من خالقه هي الروح، ليصبحا معًا روحًا واحدً!! ومع أن الملائكة كائنات روحية بالتمام، إلا أنهم ليس لهم هذا الامتياز العجيب، ألا وهو التوحّد مع الخالق! فهم جميعًا فقط أرواح خادمة، وفي أفضل وضع لهم، هم وقوف قُدّامه يغطّون وجوههم ويسبحونه! أي لا يستطيعوا أن ينظروا وجهه، فكيف يحلمون بالتوحد معه؟!
أما الوحدانية الروحية الثالثة، والتي نرى في وحدة الزواج المادية صورة لها، فهي وحدة الكنيسة مع المسيح. ويا لها من وحدة، كانت سرًا لم يُعرَّف به بنو البشر في أجيال أُخَر. حتى أن بولس يقول عنها «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ». ومن المعروف أن الرسول بولس كشف، بإعلان من الله، أسرارًا كثيرة لم تكن مُعلَنة في العهد القديم، إلا أنه وصف اثنين فقط من هذه الأسرار بالقول سر عظيم، وهما التجسد (1تي3: 16)، ثم اتحاد المسيح بالكنيسة (أف5: 32). إذًا فقد جعل الإرتقاء بالبشر المساكين ليتوحدوا مع خالقهم، وهو ما حدث بتكوين الكنيسة، على قَدَمِ المساواة مع تنازل الخالق العظيم ليتوحد مع البشر المساكين، وهو ما حدث بالتجسد؛ إذ وصف كل منهما بأنه سر عظيم! وسيظهر جمال هذه الوحدة البديعة بين المسيح وكنيسته هناك في السماء بعد الاختطاف، وفي العالم العتيد، بل وإلى أبد الآبدين، كما نقرأ في سفر الرؤيا: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ... ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ. وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ» (رؤ19: 7،8؛ رؤ21: 9-11).
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem