عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 10 - 2012, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,691

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

موضوعات أسريه مهمه
ما هو العلاج؟
كيف نتصدى لهذا العدو الشرس الذي يواجهنا بكل ضراوة؟


إن العلاج يبدأ من الجذور.


والجذور هي في الفكر.. فأفكارنا هي التي تشكلنا.


فهل نحن فعلاً مقتنعون أننا مختلفون؟!


هل نصدق حقا ما قاله المسيح له المجد: «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» (لو7: 14)؟


وهل نصدق أن «محبة العالم هي عداوة لله» (يع4:4)؟

وأن المسيح قد «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا» (غل1: 4)؟ نحن علي استعداد دائمًا أن نقبل بأن المسيح قد بذل نفسه لأجلنا. ولكننا كثيرًا ما نتجاهل الشق الثاني من الحق، وهو أن صليب المسيح لم يرفع خطايانا فقط، بل فصلنا عن العالم أيضًا.
أي أن الأمور الأربعة التي تفصل بين المؤمن والعالم هي:


كلمات المسيح:
«لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ» (يو17: 14، 16).

والمسيح نفسه: «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ» (غل1: 4).

وإرادة الآب:
«حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا» (غل1: 4).

وصليب المسيح: «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غل6: 14).

ونحن قد نمارس مظاهر الانفصال عن العالم خارجيًا، لكن ليس هذا ما نصبح به غير عالميين، فمن الممكن أن ننفصل ظاهريًا ويظل القلب متعلقًا بالعالم وأموره.


قد لا نتشارك في مسرات العالم وأماكن لهوه وملذاته، ولا نذهب إلى أبعد من هذا. فمثلاً الشخص الذي يحب المال، والأسرة التي تنفق علي كل شيء، ولا تعطي الرب إلا النذر اليسير؛ عندها من الروح العالمية أكثر ممن يمارسون بعض هذه الأمور. باختصار نحن معرَّضون أن ننقي خارج الصفحة بعض النظر عما بداخلها.


إن العلاج هو أن نرجع إلى الرب ولنعترف له بالحق كله.. نعترف أمامه بأن تيار العالم قد سرى إلى حياتنا وإلي بيوتنا، وأننا ضعفاء أمام التيار. ولنطلب منه المعونة والإرشاد.


لنجلس أمامه، كأسرة، طالبين وجهه، وطالبين أن يشير لنا علي الأمور التي دخلت إلى حياتنا وإلى بيوتنا وهو لا يرضى عنها.
لنقدَّم، كآباء وأمهات، القدوة لأولادنا. فإذا أردنا لهم أن يحيوا حياة مسيحية حقيقية، فمن الأهمية بمكان أن يروا والديهم عائشين فعلاً للمسيح وليس للعالم، وأنهم يضعون المسيح والأمور الإلهية قبل أمور العالم الزمنية، وأنهم يأتون إلى الله بالصلاة في كل شيء، وعند اتخاذ إي قرار وعند مواجهة أي مشكلة.
عبثًا أن نحذر أهل بيتنا من العالم ومن روح العالم إن لم يروا فينا أولاً الحياة المختلفة والمتميزة.


لنكثر من الأوقات التي نوجد فيها بين أفراد أسرتنا، ولنجتمع معا -بوميا أن أمكن - للصلاة وطلب وجه الرب وإرشاده، واضعين عنده طلباتنا، وراجين رأيه في أمورنا. ولنجتمع كأسرة حول الله لمعرفة فكره، وليكن هدفنا روح المكتوب لا النص فقط، لنتعلم أكثر عن قلب الله كما هو معلن في المسيح، وأيضًا عن قلب الإنسان المليء بالخدع والذي لا يميل لأمور الله. لنراجع معًا تصرفاتنا وقراراتنا في ضوء ما تقرِّره الكلمة حتى يتحول الكذب إلى حياة مُعاشة فعلاً.
لنراقب طرق أهل بيتنا، كما يعلمنا الكتاب، دون أن نفرض رقابة صارمة منفِّرة، ودون قوالب ولوائح جامدة تجعلهم ينفرون من الحياة المسيحية، فبدون عمل إلهي في الداخل، واقتناع ورضا، فلا فائدة من شيء.


لنلاحظ من بعيد ما يقرأون، وما يسمعون، وما يشاهدون علي شبكة الإنترنت، وقد كانت هناك إرشادات عملية في غاية الأهمية بهذا الصدد في عدد سابق من المجلة، ونفعل حسنًا إن انتبهنا إليها وطبقناها. ولنراقب أيضًا صداقاتهم وعلاقاتهم، ولنتدخل بالنصح والتوجيه في الوقت وبالإسلوب المناسبين.
علي أن ما سبق لا يصبح مُجديًا إلا إذا قدّمنا لأسرنا البديل. البديل عما يقدِّمه العالم، فلا يوجد فراغ في الطبيعة.


ولا بديل أعظم من أن نقود أهل بيتنا إلى الشبع بالرب، وبأمور الرب. فمن يتذوق حلاوة الرب، يسهل عليه أن ينسى عسل العالم.
ولنحاول أن نحيطهم بالأصدقاء المؤمنين، والأسر المسيحية الحقيقية، ونوجِّههم إلى التسليات المفيدة والقراءات النافعة. ولنشجعهم علي روح الخدمة والعطاء للآخرين.


إن التحدي عظيم ومخيف: أن نعيش في العالم، ولا يعيش العالم فينا. ولا ملجأ لنا إلا في الصلاة.
لنصلِّ لكي يحمي الله أسرنا.


ولنصلِّ أيضًا مع أسرنا ليباركنا الرب ويسيج من حولنا.. آمين.
  رد مع اقتباس