عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 10 - 2012, 05:19 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


ويقول ايضاً القديس ذهبي الفم:




إن الخوف من العقاب له قوة أكبر من الرجاء في الوعد،


يونان رمز لقيامة المسيح ونينوى رمز للتوبة

ولا سيما على الإنسان المائل للسقوط في الخطية أكثر من غيره. فلو وضعت جهنم أمام عينيك فلن تقع فيها، أما إذا احتقرتها فلن يمكنك أن تهرب منها.


وعلى ذلك، فلو لم يَخَف أهل نينوى من الهلاك لكانت قد انقلبت عليهم مدينتهم، تماماً كما في أيام نوح، إذ لو كان الناس قد خافوا من الطوفان لما غرقوا. وأهل سدوم لو كانوا قد خافوا لما أُحرقوا بالنار. إذن، فهو شرٌّ عظيم أن تحتقر تهديدات الله، كما أن وعينا لحقيقة جهنم وتذكُّرنا إيَّاها يُصيِّر نفوسنا أنقى من المعادن الثمينة، فاسمع داود النبي يقول:

«لأن جميع أحكام دينونته هي أمامي، وعقوباته لم تفارقني»
(مز 17: 22 - حسب السبعينية).


فإذا لم يحتمل الإنسان الكلام عن جهنم، فكيف يمكنه أن يحتمل نار جهنم نفسها؟ كما أنه إذا حدث اضطهاد لا يمكنه أن يثبت تجاه العذابات أو السيف. فإذا كان الكلام عن جهنم هو كالدواء، فلنحتمل مرارته لكي نُشفَى من مرض العصيان على الله. كذلك فإنني أنصحكم أنكم بعد أن تفطموا أطفالكم أن لا تجعلوهم يعتادون على القصص العجائزية، بل علِّموهم منذ نعومة أظفارهم أنه توجد دينونة وعقاب، وثبِّتوا ذلك في قلوبهم، لأن الخوف من العذاب الأبدي إذا تأصَّل فيهم فكم من ثمار صالحة يجنون منه(7)!!

لا تظنوا أن تهديد الله بالعذاب الأبدي يُعتبر قسوة من الله علينا، بل إنه نابع من شفقته ورحمته واهتمامه وحبه لنا، لأنه لو لم يُهدِّد يونان أهل نينوى بالهلاك لما استطاعوا أن يتجنَّبوا هذا الهلاك؛ كما أننا لو لم نتلقَّ تهديداً بنار جهنم لكُنَّا نُلقَى كلنا في جهنم! لقد هُدِّد الناس بالطوفان أيام نوح قبل حدوثه بوقتٍ طويل ولم يأبهوا به، لذلك لم ينجوا منه. ونحن الآن قد حُذِّرنا من عذاب جهنم قبل وقوعه بآلاف السنين (أي منذ بدء الخليقة)، إلاَّ أن أحداً منا لا يبكي أو يقرع صدره عندما يتذكَّره. ها هو لهيب النار معدٌّ للخطاة ونحن نلهو ونجري وراء شهواتنا ونخطئ بلا وجل!!

دعونا نحب الله حباً حقيقياً، لا خوفاً من جهنم؛ بل رغبة وشهوة منا في الحياة مع المسيح في ملكوته؛ لأنه أي شيء يمكن مقارنته بهذه الحياة السعيدة الأبدية؟ إن
«ما لم تَرَ عين، ولم تسمع أُذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعدَّه الله للذين يحبونه»
(1كو 2: 9)(8).



  رد مع اقتباس