عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 10 - 2012, 05:16 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي




قساوة القلب تعوق الفهم والإيمان:


يونان رمز لقيامة المسيح ونينوى رمز للتوبة



منذ أن قال الرب: «جيل شرير فاسق يطلب آية...»، كان على السامعين أن يفهموا أنه بعد صلبه هو مزمع أن يقوم في اليوم الثالث، كما وضَّح بكلامه هذا أن اليهود كانوا حينئذ أكثر شراً وفسقاً من أهل نينوى الذين نادوا بصوم ونوح لابسين المسوح مع توبة حقيقية من قلوبهم بمجرد أن بشَّرهم يونان - بعد أن خرج حياً في اليوم الثالث من بطن الحوت - أنهم بعد ثلاثة أيام سيهلكون جميعاً إن لم يتوبوا. وإذ رجعوا عن آثامهم مؤمنين بأن الله رحيم وشفوق على كل الذين يرجعون عن شرهم، نالوا طلبهم بأن لا تنقلب المدينة عليهم.

لقد سمح الله أن يقبل أهل نينوى الأُمميون تحذير يونان من غضب الله عليهم، فتابوا، وذلك توبيخاً لليهود الذين لم يقبلوا كلام الأنبياء وتحذيراتهم لكي يرجعوا إلى الله(4).

ويوبِّخ الشهيد يوستينوس اليهود بقوله:

بالرغم من أن المسيح أظهر لكم بمثال يونان أنه سيقوم من الموت، وحثَّكم على التوبة على الأقل بعد قيامته، وأن تنوحوا أمام الله كما فعل أهل نينوى حتى لا تهلكوا، ومع ذلك فلما علمتم بقيامته لم ترفضوا التوبة فحسب، بل أرسلتم رسلاً إلى كل العالم لكي يذيعوا أن يسوع هذا المخادع الجليلي كان كافراً، بل إن تلاميذه سرقوا جسده ليلاً من القبر، وهم الآن يخدعون الناس بإصرارهم على قيامته من الموت وصعوده إلى السماء، بل إنكم تدينونه أمام الذين يعترفون بأنه المسيح ابن الله.

ثم بعد ذلك أيضاً، رغم خراب أورشليم (عام 70م) وانقلابها على سكانها لم تتوبوا، بل تجاسرتم على أن تلعنوه هو وكل من آمنوا به. ومع ذلك فنحن لم نكرهكم، ولا كرهنا الذين انحازوا ضدنا واضطهدونا بسببكم، بل إننا نصلي حتى اليوم (وحتى نهاية الدهور) أنكم جميعاً تتوبون وتنالون الرحمة من الله الرؤوف المتحنن(5).

ويقول القديس ذهبي الفم:

إن يونان النبي عندما أصبح لا يطلب المنفعة للكثيرين، بل لنفسه، صار في خطر الهلاك، وبينما تقف نينوى على قدميها يكون هو قد هلك في البحر، ولكنه عندما طلب منفعة الكثيرين وجد هو أيضاً خلاصه.

رغم أن أهل نينوى كانوا غرباء عن عهود الله ومواعيده، إلاَّ أنهم تابوا بكرازة يونان، ولما استعطفوا الله بالصلاة حصلوا على الخلاص(6).

للإنسان المائل للسقوط: الخوف من العقاب هو أساس التوبة والخلاص:


  رد مع اقتباس