14 - 10 - 2012, 10:45 AM
|
رقم المشاركة : ( 5 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: هل نتناول خبرا وخمرا ام جسدا ودما ؟ كتاب مكتوب للقس عبد المسيح البسيط
2 - إيمان الكنيسة وممارستها لسر التناول منذ البدء
آمنت الكنيسة منذ البدء كما تسلمت من الرب يسوع المسيح أن الخبز والخمر الذي يقدم على المذبح يتحول بحلول الروح القدس وبقوة الكلمة الإلهي إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح ؛
وكما يقول ذهبي الفم " عندما يقف الكاهن أمام المائدة ويرفع يديه إلى السماء ؛ يستدعى الروح القدس فيأتي ويلمس القرابين ؛ ويكون سكون ووقار على الموضع "(1). وذلك على الرغم من احتفاظه ، بطعم الخبز والخمر ، وكذلك بالمظهر الخارجي لهما ، لأن التحول يتم بشكل روحي سرى . وقد أظهر الله هذه الحقيقة الجوهرية ، حقيقة تحول الخبز إلى جسد والخمر إلى دم ، في مناسبات كثيرة وفي كل عصور الكنيسة وشاهدها وعاينها كثير من الناس . وتمتلئ كتابات آباء الكنيسة ابتداء من النصف الثاني للقرن الأول بالشهادة لهذه الحقيقة .
وقبل أن نبدأ دراستنا لأقوال هؤلاء الأباء عن استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب ، الأفخارستيا ،
يجب أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية :
(1) كان جميع هؤلاء الآباء ، آباء الكنيسة الأولى ، مؤمنين بالسر ومقيدين به وأشاروا إليه جميعاً بتعبيري كسر الخبز والأفخارستيا وكانت ممارسته بالنسبة لهم ولمن عاصروهم أمراً جوهرياً وطبيعياً وركناً أساسياً في العبادة الكنسية .
(2) لم يظهر أي اعتراض جوهري على حقيقة السر ، كجسد الرب ودمه، ولم تظهر أي هرطقة مضادة له ، في أيامهم ، مما أدى إلى عدم وجود دراسات دفاعية تفصيلية عن السر وبالتالي إلى عدم وجود شرح نصي تفصيلي للكلمة " أفخارستيا " أو لكيفية الاستحالة (تحول) ، استحالة الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ، أو لوجود المسيح في السر حسب تعبير البعض ، فقد كان إيمانهم بالسر لا جدال فيه .
(3) بل كانوا مهتمين ، بالدرجة الأولى ، بمقاومة المفهوم الحسي لمائدة الأفخارستيا والتركيز على ضرورة التناول الروحي في إيمان ومحبة وقداسة ووقار باعتبار أن سر الأفخارستيا بمعناه الروحي هو علامة على اتحادنا بالمسيح وعلامة على الوحدة ، وحدة الكنيسة ، ووحدة جسد المسيح ، وليس مجرد التناول السطحي . كما سبق أن وبخ القديس بولس بعض من أهل كورنثوس لاهتمامهم فقط بالأكل والشرب من الجسد والدم.
|
|
|
|