14 - 10 - 2012, 10:44 AM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: هل نتناول خبرا وخمرا ام جسدا ودما ؟ كتاب مكتوب للقس عبد المسيح البسيط
1 – الكتاب المقدس وسر التناول
سر التناول أو سر الشكر أو الأفخارستيا أو سر استحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه أسسه ووضعه الرب يسوع المسيح بنفسه في العشاء الرباني بعد عشاء الفصح ، وكان قد أشار إليه قبل ذلك أمام التلاميذ واليهود ، قرب الموضع الذي بارك فيه الخمس خبزات والسمكتين في كفر ناحوم عبر البحر (يو6) ، ولم يفهموا قصده وقتها ، ولكن التلاميذ مارسوه بعد ذلك ، بعد أن قام الرب يسوع المسيح من الأموات وصعد إلى السموات وحل عليهم الروح القدس مباشرة ، بناء على وصية الرب يسوع المسيح نفسه " اصنعوا هذا لذكرى " ، وسلموه لتلاميذهم وخلفائهم من الأباء الرسوليين وأباء الكنيسة الأولى .
قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه ولليهود عبر البحر عند كفر ناحوم " أنا هو خبز الحياة ، آباؤكم أكلوا المنّ في البرية وماتوا ، أنا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان لا يموت ، أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم ، فخاصم اليهود بعضهم البعض قائلين
كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل ، فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ، من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " (يو48:6-56) .
ويتكلم الرب يسوع المسيح هنا عن ثلاث حقائق جوهرية ، الأولى عن المن الذي أرسله الله الأب إلى بنى إسرائيل في البرية كطعام جسدي لغذاء الجسد فقط فترة وجودهم في برية سيناء ليقيهم من الموت جوعاً ، والثانية عن نزوله من السماء كابن الله الحي الذي نزل من السماء لأجل خلا العالم ، أو كما قال " الخبز الحي الذي نزل من السماء " لكي يبذل نفسه عن حياة العالم ، والثالثة عن تقديم هذا الخبز السماوي ، أي جسده ودمه ، من خلال تحول الخبز والخمر في سر التناول إلى جسد حقيقي ودم حقيقي لغذاء الروح ، حيث يقول هو " جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " ، انه يتكلم عن جسد حقيقي لابد أن يأكله الإنسان أكلا حقيقياً ودم حقيقي لابد أن يشربه الإنسان شرباً حقيقياً في سر التناول . ولأن الدم كان محرماً في العهد القديم حيث يقول الكتاب في سفر اللاويين " وكل إنسان من بيت إسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم يأكل دما اجعل وجهي ضد النفس الأكلة الدم واقطعها من شعبها . لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لان الدم يكفر النفس لذلك قلت لبنى إسرائيل لا تأكل نفس منكم دماً ولا يأكل الغريب النازل في وسطكم دماً. وكل إنسان من بنى إسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم يصطاد صيداً وحشاً أو طائراً يؤكل يسفك دمه ويغطيه بالتراب ، لان نفس كل جسد دمه هو بنفسه فقلت لبنى إسرائيل لا تأكلوا دم جسداً ما لان نفس كل جسد هي دمه كل من أكله يقطع "
(لا10:17-13) .
لذا كان لابد أن يقدم الرب يسوع المسيح دماً روحياً سمائياً بتحويل الخمر إلى دم حقيقي ولكنه ليس دم حيوان أو مخلوق آخر وإنما دم حقيقي متحول من الروح القدس بطريقة إعجازية سرية إلى دم المسيح نفسه ، مثلما سبق وحول الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل (يو2) ومثلما بارك الخمس خبزات والسمكتين وأشبع بهما اكثر من خمسة آلاف نفس (يو6) .
ثم يقارن بين هذا الخبز السماوي ، جسد ابن الإنسان الآتي من السماء وبين المن الذي سبق وأكله بنو إسرائيل ، فقد أكل بنى إسرائيل المن في البرية وماتوا لأن كان طعاماً جسدياً لغذاء الجسد فقط أما جسد الرب ودمه فهو طعام روحي يغذى الروح ويؤدى إلى الحياة الأبدية " من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير
من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ".
ويؤكد الرب يسوع المسيح هذه الحقيقة في العشاء الرباني عندما امسك الخبز وشكر وكسر وقدم لتلاميذه قائلاً " خذوا كلوا هذا هو جسدي " وعندما قال وهو يقدم لهم الكأس " خذوا 000 أشربوا منها كلكم ، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد " ، إذ يؤكد بقوله " هذا هو جسدي " وبإشارته إلى الكأس قائلاً " هذا هو دمي" أن ما يمسكه بيده ويشير إليه هو جسد حقيقي ودم حقيقي ، وأنه يشير بالفعل إلى " جسد حقيقي " و دم حقيقي " وأنه ناولهم بالفعل جسده ودمه ، أو بمعنى أدق الخبز الذي تحول بالفعل إلى جسد حقيقي والخمر الذي تحول بالفعل إلى دم حقيقي بحسب قوله " جسدي هو مأكل حق ودمي هو مشرب حق " يقول الكتاب :
? " وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ، واخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم ، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا "
(مت29:26-30) .
" وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزاً وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ، ثم اخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم ، وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين "
(مر22:14-24) .
|
|
|
|