عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 10 - 2012, 09:21 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

ثالثاً:


إن المسيح نفسه قد تحدث عن موته وقيامته.


والأناجيل مفعمة بالآيات البينات الجازمة التي نطق هو نفسه بها والتي تشير إلى صلبه وآلامه.

وفي هذه الحال إما أن يكون المسيح كاذباً عندما تحدث عن موته أو أن يكون مجنوناً اختلط عليه الأمر، أو صادقاً لا ينطق بغير الحق.


ولم يوجد أحد قط، حتى من بين أعدائه، من اتهم المسيح بالكذب.

وبالطبع، لا يجرؤ أي مسلم أن يتهم المسيح بالكذب أو الجنون.

بقي أن نقول إن المسيح كان صادقاً في كل ما بشر به وأخبر عن نفسه.

ولا يجدي هنا أن ندعي أن ما ورد من أخبار الإنجيل عن موت المسيح هو من انتحال الحواريين أو سواهم من آباء الكنيسة الأولى للأسباب المذكورة أعلاه في مستهل هذا البحث، ولا سيما أن أتباع المسيح هؤلاء مشهود لهم بالصدق والأمانة.

وأكثر من ذلك نجد الحواري يوحنا الذي لازم المسيح منذ صباه يقول في حديثه عن المسيح:

"اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" (يوحنا الاولى 1: 1-2).

وقد ردد بقية الحواريين مثل هذه الشهادة ولا سيما الحواري بطرس، وهم جميعاً شهود عيان صادقون .


ولكن أعظم شهادة يمكن أن نقتبسها في سياق هذه الدراسة

هي شهادة المسيح لنفسه.


فقد تناول المسيح نبوّات العهد القديم وطبقها على نفسه،

وعمد إلى تفسيرها تفسيراً لا يترك شائبة ريب في عقول مستمعيه،

فنجد عبارات:

"لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ... "


وهي مقتبسات مأخوذة كلها من العهد القديم، فجاء ذكرها في العهد الجديد،

تطبيقاً عملياً للنبوءة الواردة في العهد القديم.

وعلى سبيل المثال (راجع يوحنا 19: 24). وها هو المسيح يخاطب حواريّيه قائلاً لهم:


"هذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ، أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ،


وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" (لوقا 24: 44-46).


إن هاتين الآيتين تشتملان على حقيقتين خطيرتين

لا بد من الإشارة إليهما قبل الانتقال إلى بحث الوثائق التاريخية.


أولهما، أن المسيح في اقتباسه نبوّات العهد القديم، وقوله "إنه ينبغي أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" قد أكد أن العهد القديم بكامله (باستثناء الأسفار التاريخية) قد أنبأ بمجيئه.

ومن الغريب حقاً أن نجد المسلمين يتناولون بعض النبوّات التي اعتمدها المسيح نفسه، وأوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تشير مباشرة إليه، وينسبونها إلى محمد.


وثانيهما، أن المسيح نفسه، وبعبارة صريحة، بيّن لحوارييّه أنه كان ينبغي عليه أن يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. هذا اعتراف صارخ يتعذّر على المتشككين إنكاره.
  رد مع اقتباس