عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 10 - 2012, 09:20 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية

ب) أسباب كتابية



بعد أن تحدّثنا عن الأسباب المنطقيّة التي تدعونا للإيمان بحقيقة الصلب والتّشبُّث بها،


يتحتَّم علينا أن نعتمد نصوص كتابنا المقدس كمرجع أوّلي لهذا البحث،

ولا سيما أن القرائن التاريخية والحفريات تدعم وثائق الأسفار.



أولاً:


إن عقيدة الكفارة عن الخطايا لم تكن عقيدة مستحدثة، بل نراها جزءاً لا يتجزأ في جوهر كل الممارسات الدينية حتى في ممارسات الأديان الوثنية.


والحقيقة الثابتة أن هذه الممارسات كانت في أساسها ممارسات سليمة سنَّ الله قانونها الأول بعد سقوط آدم وحواء في خطيئة العصيان.

فبالرغم من عصيان آدم وعدم اعترافه بخطيئته، أخذ الله حيواناً وسلخ جلده وصنع لهما ثوبين ليستر عورتيهما (سفر التكوين 3: 21).


والدارس للفظة "كفارة" أو تكفير يكتشف أن معناها القاموسي هو الستر أو التغطية.


وهكذا يلاحظ أن عملية التكفير هي عملية شرّعها الله منذ عهد آدم.

وظلت هذه الشعائر قائمة في ممارسة التعبد،


فهذا قايين وهابيل يقدمان قرابين لله، فيتقبل الله قربان هابيل لأنه مؤسسٌ على الدم، ويرفض قربان قايين لأنه اعتمد فيه على أعمال يديه.


وكذلك كانت قرابين نوح، وإبراهيم، وإسحق ويعقوب قرابين دموية.

ثم أصبحت هذه القرابين في عهد موسى، شريعة مكتوبة.


وكلها كما أثبت الدارسون كانت رموزاً للذبيحة الكبرى، أي صلب المسيح.

وقد أخذت الأمم الوثنية هذه الشعائر عن رجال الله المؤمنين وانتحلتها لآلهتها الوثنية، فشوَّهت معالمها، وإن ظلت القرابين في جوهرها رمزاً للتكفير.

أما الكفارة في الإسلام

فتقوم على الأعمال الصالحة،

فالحسنات والصدقات تمحو السيئات.

كذلك فإن ممارسات الأركان الخمسة والجهاد في سبيل الله، وتلاوة القرآن، مدعاة إلى غفران الخطايا .


ولكن هناك قضية أخرى في الإسلام لا بد من التنويه بها استيفاءً منا للبحث،


وهي قضية الفدية.


ولعل أبرز إشارة في القرآن لموضوع الفدية نجده في سورة الصافات 37: 107 في معرض الحديث عن قصة تقديم ابن إبراهيم ذبيحة:

"وَفَدَيْنَاهُ بِذَبْحٍ عَظِيمٍ".
ويفسر البيضاوي هذه الآية بقوله: أي بما يُذبح بدله فيتم به الفعل.


ويورد الرازي في شرحه لهذه الآية حديثاً: ...

وقال السدّي:

نودي إبراهيم فالتفت فإذا هو بكبش أملح انحطَّ من الجبل فقام عنه (أي: عن ابنه) فأخذه فذبحه وخلّى عن ابنه، وقال: يا بنيَّ اليوم وهبت لي... وقيل سُمِّي (الكبش) عظيماً لعظم قدره حيث قبله الله تعالى فداء عن ولد إبراهيم.



أما كيف وهب له في ذلك اليوم؟


ذلك لأن الكبش الأملح ذبح فداء عن ابن إبراهيم. وبهذا وهبت له حياة جديدة.

كذلك كان الكبش عظيماً،

أولاً لأن الله هو الذي أعده،

وثانياً لأنه كان رمزاً للذبيحة الكبرى، أي المسيح فادي البشرية جمعاء الذي قال عنه يوحنا المعمدان
(يحيى بن زكريا):

"هُوَذَا حَمَلُ اللّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29).
ونقرأ أيضاً في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي، ج 1، ص 243 ما يلي:


"وأما ذبح الهدي فاعلم أنه تقرُّب إلى الله تعالى بحكم الامتثال فأكمل الهدي وارجُ أن يعتق الله بكل جزء منه جزءاً منك من النار، فهكذا ورد الوعد، فكلما كان الهدي أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم (الهدي هي الذبيحة التي تقدم إلى الحرم في مكة)".

وفي مكان آخر يقول الغزالي:

"وروت عائشة ... أن رسول الله... قال: ما عمل آدمي يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من إهراقه دماً، وإنها (أي الضحية) لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأن الدم يقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً. وفي الخبر: لكم بكل صوفة من جلدها حسنة، وكل قطرة من دمها حسنة، وإنها لتوضع بالميزان فأبشروا. وقال صلى الله عليه وسلم: استنجدوا هداياكم فإنها مطاياكم يوم القيامة".

  رد مع اقتباس