10 - 10 - 2012, 09:20 AM
|
رقم المشاركة : ( 6 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: هل صُلب المسيح حقاً ؟؟ كتاب مكتوب - دراسة تاريخية
خامساً:
ولو فرضنا جدلاً أن قصّة الشَّبيه قد حدثت فعلاً فإن ذلك يضفي على الله صفتي الخداع والاحتيال.
فالحواريون الذين بشروا بموت المسيح وقيامته يكونون في الواقع قد كرزوا بموت الشبيه وقيامته، وتبعتهم الكنيسةفي ذلك على مدى ستة قرون.
هذا الموقف يثير طائفة من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عنها، أهمها:
من هو مصدر هذا الخداع؟
لماذا لم يكشف الله الحقيقة لحواريي نبيّه ورسوله وتركهم مضَلّين ومضِلّين؟
لماذا سمح الله للبشر أن يستمروا في ضلالهم طوال العصور السابقة للإسلام، ولم يعلن لهم حقيقة المصلوب؟
من هو المسؤول عن ضلال ملايين من النفوس التي آمنت بأكذوبة؟
وما هو ذنب هؤلاء الذين آمنوا بنيّة صادقة بناء على تعاليم الإنجيل الذي بشر به الرسل؟
إن إصبع الاتهام في هذه الحالة يتجه نحو الله عزّ وجلّ.
الواقع أن الذين ينادون بقصة الشبيه يجعلون من الله إلهاً مشابهاً في صفاته لآلهة الأساطير اليونانية كزوس وهيرا وأبولو الذين كانوا يتآمرون ويحتالون على بعضهم البعض وعلى الناس أيضاً. ولكننا نعلم يقيناً أن الله القدوس لا يمكن أن يكون مخادعاً محتالاً، لأن ذلك يتناقض مع طبيعته الإلهية. حاشا لله أن يكون محتالاً.
وهنا أود أن أقتطف مقطعاً من كتيّب جليل هو كتاب
"القول الصريح باتّباع دين المسيح"
حيث جاء فيه:
"فالقول إن الذي صُلب هو غيره، هو شبيه به، مخالف للعقل والنقل.
أما كونه مخالفاً للعقل فإن إلقاء شبه المسيح على يهوذا أو تهريب المسيح من اليهود يدل على عجز فاعل هذا، والله ليس بعاجز.
بل لو أراد الله أن يمنع قصد اليهود لأعجزهم وضربهم بالفشل والهلاك كما ضرب المصريين ومنعهم من أذى موسى وقومه فعبر هؤلاء البحر الأحمر سالمين وأغرق أولئك هم وملكهم كما في (خروج 15: 1)...
وأما مسألة التهريب فهي من حيل المجرمين واللصوص لا من فعل الإله العظيم الذي هو على كل شيء قدير.
وكذلك في مسألة التهريب تضليل للحكومة التي قامت بالتنفيذ، ولليهود الذين اشتكوا عليه، وللحواريين الذين آمنوا به واتبعوه وعززوه ونصروه بإيمانهم وشهاداتهم، ولأمه مريم وبقية أقربائها الذين حزنوا عليه حزناً شديداً.
وحاشا لله أن يكون مخادعاً مضللاً للملايين من أتباع المسيح في كل أجيال الكنيسة.
أما كونه مخالفاً للنقل فالتاريخ الروماني سجل الحكم على المسيح وتنفيذه في سجلات الحكومة الرومانية القائمة يومئذ، والتاريخ اليهودي أثبت هذه الحادثة بشهادة رؤساء الكهنة الذين كانوا من ضمن المشتكين عليه.
والإنجيل نفسه قرر هذه الحقيقة بالتفصيل الكافي الوافي"
|
|
|
|