عرض مشاركة واحدة
قديم 09 - 10 - 2012, 07:08 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة الالام .... كاراس المُحرَّقيّ


نتائجها


لا شك أن كل ما مُزج فى الكأس، كان مقدّراً لنا من العدل الإلهيّ بسبب خطايانا، فكأس الألم التي شربها المسيـح كان يجب أن نشربها، وكل الآلام التى وقعت عليه كانت ستقع على طبيعتنا الفاسدة، وما لقيه من عذاب كنا سنناله كجزاء عادل لشرورنا، لكن المسيح حمل خطايا البشرية فى جسده المقدس وحرقها على مذبح الصليب بنار الغضب الإلهيّ، فأوفى العدل الإلهى حقه، وبهذا أكمل الفداء وأتم الصلح، وأصبح الآن " لا شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ " (رو1:8).

فالذى لم يفعل خطية صار خطية لأجلنا، لنصير بر الله فيه، والشجرة الوحيدة الخضراء المثمرة الثمر الجيد وضعت عليها الفأس وقٌطعت لتثمر شجرتنا التى جفت وأفسدتها الخطية، وهذا إنَّما يدل على محبة الله وحكمته، لأنَّه بكأس ألم شربها المسيح كانت نهاية آلام البشرية!

نعم فحُب المسيح هو الذي جذبه ليتألم من أجلنا، وأي إنسان لم يرتشف من كأس حُبّه فى إحدى كاساته؟! أي زهرة لم يسكب الصباح قطرة من الندى بين أوراقها؟! فأمام حُبِّه يترك الفلاسفة كهوفهم المظلمة، والمفكرون صوامعهم الباردة، والشعراء أوديتهم الخيالية، ويقفون على جبلٍ عالٍ مصغيين لصوت الحُب يقول لصالبيه "يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَيَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لو34:23).

إن قصة تكوين الجنس البشرى مكتوبة بأعظم لغة ألا وهى لغة الحب، فقد خلق الله الإنسان من تراب ونفخ فيه فصار نفساً حيّة، وما هذه النفخة إلاَّ أنفاس الحُب الإلهية، فالله محبة وكل ما يخرج منه هو حُب ويدعو إلى الحُب، ولهذا فإن الكون بكل حركاته يشير إلى الحُب، فرياح الصباح تهب لتوقظ الأوراق النائمة على أشجار الحُب! والليل يأتى بظلامه لا ليخيفنا بل ليدعو الناس إلى الصلاة فى أعظم مخدع ألا وهو مخدع الحُب!

قالت " قطعة الجليد " وقد مسّها أول شعاع من أشعة الشمس فى مستهل الربيع: أنا أُحب وأنا أذوب وليس فى الإمكان أن أحب وأوجد معاً!! فلابد من الاختيار بين أمرين: وجود بدون حُب وهذا هو الشتاء القارس، وحُب بدون وجود وهذا هو الموت فى مطلع الربيع، وها رب المجد ذاب فى ربيع حياته، حُبّاً فينا ورغبة فى خلاصنا، مات الحياة لتحيا الخليقة المائتة بموته! فهل لنا أن نحمل قارورة حُبّه عالياً لنقطرها بلسماً على جراح البشرية؟!
  رد مع اقتباس