عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 10 - 2012, 09:00 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر اشعياء النبى كتابيا

إشعياء – الإصحاح الثانى عشر



تسبحة المفديين



اجتاز إشعياء النبى حالة الضيق التى أصابت نفسه بسبب ما بلغ إليه الشعب من فساد ، الأمر الذى لأجله سمح الله بتأديبه بواسطة أشور وتلامس مع عمل الله الخلاصى لا بإعادة المسبيين إلى يهوذا وإنما ما هو أعظم : ظهور ابن يسى راية للأمم يجمع بحبه الفائق مؤمنيه من كل الشعوب ليتمتعوا بسلامه السماوى . لم يكن أمام النبى إلا أن يسجل على لسان هؤلاء المفديين بدم المخلص تسبحة مفرحة تعتبر امتدادا للنبوة الواردة فى الإصحاح السابق التى تشدو بمجد المسيح وشخصه وعمله وملكوته وشعبه .



( 1 ) مراحم الله وسط غضبه :



" وتقول فى ذلك اليوم : أحمدك يارب لأنه إذ غضبت على ارتد غضبك فتعزينى " إش 12 : 1 .

تبدأ الترنيمة الجديدة التى ينطق بها كل من يتمتع بعمل السيد المسيح الخلاصى بالكلمات :

" وتقول فى ذلك اليوم " . أى يوم هذا ؟

إنه يوم الصليب أو يوم الكفارة العظيم الذى فيه نحمد الرب الذى حول الغضب إلى خلاص وتعزية ومجد . لقد تجسم الغضب الإلهى على الخطية التى نرتكبها بصلب السيد المسيح – كلمة الله المتجسد – ليرفعنا من الغضب إلى المجد .

ظهرت تعزيات الله العجيبة إذ حررنا لا من السبى البابلى وإنما من أسر إبليس وجنوده وأعماله الشريرة ليملك البر فينا .



( 2 ) يهوه سر خلاصنا وقوتنا وفرحنا :



" هوذا الله خلاصى فأطمئن ولا أرتعب ، لأن ياه يهوه قوتى وترنيمتى ، وقد صار لى خلاصا ، فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص " إش 12 : 2 ، 3

اقتبست الكنيسة القبطية جزءا من هذه التسبحة لتنشدها للرب المصلوب فى يومى خميس العهد وجمعة الصلبوت ، وهو : " قوتى وتسبحتى ( ترنيمتى ) هو الرب ، وقد صار لى خلاصا . الله هو سر قوتنا وتسبيحنا وخلاصنا ! فى وسط مشاركة الكنيسة عريسها آلامه تسبح وتنشد ؛ أما تسبحتها أو أنشودتها فهو المسيح نفسه ، هو كل شىء بالنسبة لها .

بالمسيح المصلوب عرفنا الهتاف ( مز 89 : 15 ) ؛ هتاف الغلبة على إبليس وأعماله الشريرة ! هتاف الخلاص الذى به ننتقل من الشمال إلى اليمين ننعم بشركة الملكوت السماوى المفرح .

بالصليب تفجر ينبوع دم وماء من الجنب المطعون لنتقدس ونتطهر ، ولكن نشرب ونفرح ، إذ وجدنا ينبوع خلاصنا الأبدى .



هنا يدعو الله " ياه يهوه " ؛ " ياه " هى اختصار للإسم " يهوه" ، وكأن التسبحة تكرر هذا اللقب الإلهى " يهوه " لتأكيد أنه الله السرمدى غير المتغير ، يتكىء عليه المؤمن فيجد فيه قوته وفرحه وخلاصه إلى الأبد ، فيطمئن على الدوام دون تخوف .

وكما يقول القديس أغسطينوس : [ إن شئت أن يكون فرحك ثابتا باقيا ، التق بالله السرمدى ، ذاك الذى لا يعتريه تغيير ، بل يستمر ثابتا على حال واحد إلى الأبد ] .



(3 ) الشهادة لأعمال الله :



يرى البعض أن العبارات السابقة ( إش 12 : 1 – 3 ) تمثل تسبحة مستقلة عن العبارات التالية ( إش 12 : 4 – 6 ) التى تمثل تسبحة ثانية .

على أى الأحوال إن كانت الأولى تعلن انبعاث الحمد والتسبيح فى النفس خلال التمتع بخلاص الرب ، فإن الثانية مكملة لها تعلن الألتزام بالشهادة لله المخلص أمام الأمم . فما نختبره خلال اتحادنا مع الله مخلصنا يثير فينا شوقا نحو تمتع الغير بذات الخلاص .

" وتقولون فى ذلك اليوم : احمدوا الرب ، ادعوا باسمه ، عرفوا بين الشعوب بأفعاله ، ذكروا بأن اسمه قد تعالى .رنموا للرب لأنه قد صنع مفتخرا ، ليكن هذا معروفا فى كل الأرض . صوتى واهتفى يا ساكنة صهيون ، لأن قدوس إسرائيل عظيم فى وسطك " إش 12 : 4 – 6 .

كيف نكرز بالرب ؟



أ – بالتبشير : " عرفوا بين الشعوب بأفعاله " ،

وكما يقول الرب لتلاميذه : " اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " مر 16 : 5 . كل مؤمن يلتزم بالشهادة لمخلصه ، إذ نرى المرتل داود وهو يعلن توبته فى المزمور الخمسين يقول : " امنحنى بهجة خلاصك فأعلم الخطاة طرقك " .

ب – بالفرح المقدس : " رنموا للرب لأنه قد صنع مفتخرا ، ليكن هذا معروفا فى كل الأرض " .

ليست شهادة للمخلص أعظم من تلامس الغير مع فرحنا الداخلى بالرب الذى يجتاز كل الأحداث والمتاعب . يقول المرتل : " حينئذ امتلأت أفواهنا فرحا وألسنتنا ترنما ، حينئذ قالوا بين الأمم : إن الرب قد عظم الصنيع معنا " مز 26 : 2 .

صوت التهليل الداخلى يشهد لسكنى القدوس فينا !

الفرح المقدس يعلن عن ملكوت الله المفرح فى داخلنا . جاء فى سيرة القديس أبوللو الكاهن بطيبة على حدود هرموبوليس ( أشمونين ) ، ان وجهه كان دائم البشاشة ، مجتذبا بذلك كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة مفرحة فى الداخل ، ومشبعة للقلب بالرب نفسه . كثيرا ما كان يردد القول : [ لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة ؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية ؟ اتركوا العبوس والوجوم للوثنيين والعويل للخطاة ( الأشرار ) ، أما الأبرار والقديسون فحرى بهم أن يمرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيات ] .

+ + +
  رد مع اقتباس