تفسير للأسقف فيكتورينوس
يرى هذا الأسقف ويشاركه القديس أغسطينوس وغيرهما تفسيرًا آخر، هو ليس آخر، بل مكمل للأول دون أن يحل محله. وهو أن هذه الأحداث ستتم فعلاً في فترة ما قبل مجئ الرب لكنها ستتم بصورة رمزية أيضًا في فترة الدجّّّّّّّّّال قبل مجيء الرب مثال ذلك:
قول الأسقف فيكتورينوس: [تسود الشمس كمسحٍ، أي يصير بهاء التعليم غامضًا بسبب غير المؤمنين. والنجوم تتساقط أي ينفصل البعض عن الكنيسة من شدة الضيق.]
وقول القديس أغسطينوس بأن القمر أي الكنيسة تصير كالدم من كثرة سفك الدماء الذي يحل بأولادها على يدي ضد المسيح وأتباعه.
والنجوم تتساقط على الأرض إشارة إلى كثرة الارتداد عن الإيمان وسقوط مؤمنين كانوا ككواكب في الكنيسة.
تفسير للقديس أغسطينوس
يرى القديس أغسطينوس تفسيرًا ثالثًا ليس بثالث، لكنه مرافق للتفسيرين السابقين إذ أخذ هذا القديس بالثلاثة معًا. هذا التفسير ينادي بأن هذه الأحداث واقعية فعلاً لكنها أيضًا تحمل في طياتها ما سيحل بدولة ضد المسيح من خراب قبيل مجيء الرب لأجل حث الناس على التوبة، فمثلاً يقابل الزلزلة تزعزع مملكة إبليس وانهيار دولة ضد المسيح ورعب في قلوب أتباعه، وذلك كقول الرب: "إني أزلزل السماوات والأرض، وأقلب كرسي الممالك، وأبيد قوة ممالك الأمم" (حجي 2: 21).
ويقابل تزحزح كل جبل وجزيرة من موضعها إلى سقوط الجبابرة والعظماء وفقدانهم سلطانهم وجاههم وغناهم. أنهم سيهربون، ولكن أين يهربون من وجه الحمل؟ ينوحون أمام هيبته و"يقولون للجبال غطينا، وللتلال اسقطي علينا" لكن "من يحتمل مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟" (ملا 3: 2). "من يقف أمام سخطه؟ ومن يقوم في حمو غضبه؟ غيظه ينسكب كالنار والصخور تتهدم منه" (نا 1: 6).
1 و نظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة و سمعت واحدا من الاربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم و انظر
2 فنظرت و اذا فرس ابيض و الجالس عليه معه قوس و قد اعطي اكليلا و خرج غالبا و لكي يغلب
3 و لما فتح الختم الثاني سمعت الحيوان الثاني قائلا هلم و انظر
4 فخرج فرس اخر احمر و للجالس عليه اعطي ان ينزع السلام من الارض و ان يقتل بعضهم بعضا و اعطي سيفا عظيما
5 و لما فتح الختم الثالث سمعت الحيوان الثالث قائلا هلم و انظر فنظرت و اذا فرس اسود و الجالس عليه معه ميزان في يده
6 و سمعت صوتا في وسط الاربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار و ثلاث ثماني شعير بدينار و اما الزيت و الخمر فلا تضرهما
7 و لما فتح الختم الرابع سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا هلم و انظر
8 فنظرت و اذا فرس اخضر و الجالس عليه اسمه الموت و الهاوية تتبعه و اعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف و الجوع و الموت و بوحوش الارض
9 و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم
10 و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض
11 فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم
12 و نظرت لما فتح الختم السادس و اذا زلزلة عظيمة حدثت و الشمس صارت سوداء كمسح من شعر و القمر صار كالدم
13 و نجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة
14 و السماء انفلقت كدرج ملتف و كل جبل و جزيرة تزحزحا من موضعهما
15 و ملوك الارض و العظماء و الاغنياء و الامراء و الاقوياء و كل عبد و كل حر اخفوا انفسهم في المغاير و في صخور الجبال
16 و هم يقولون للجبال و الصخور اسقطي علينا و اخفينا عن وجه الجالس على العرش و عن غضب الخروف
17 لانه قد جاء يوم غضبه العظيم و من يستطيع الوقوف