عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 10 - 2012, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا

وسيعود سفر الرؤيا ليكرس أصحاحات كثيرة تكشف عن خطورة ضد المسيح وعمله وخداعه وحربه ضد الكنيسة الخ.

2. الكنيسة في الفردوس

"ولما فتح الختم الخامس،

رأيت تحت المذبح نفوس الذين قُتِلوا من أجل كلمة الله

ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم.

وصرخوا بصوت عظيم قائلين:

حتى متى أيها السيد القدوس والحق

لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟

فأُعطوا كل واحد ثيابًا بيضًا،

وقيل لهم أن يستريحوا زمانًا يسيرًا أيضًا،

حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وإخوتهم أيضا العتيدون أن يُقتَلوا مثلهم" [9-11].

بعد ما كشف الرب لكنيسته خلال الأختام الأربعة ما يسمح لها به من مرارة من اليهود والوثنيين والهراطقة وضد المسيح، كان لا بد أن يكشف لها حال المنتقلين طوال فترة غربتنا على الأرض.

1. من هم؟

"الذين قُتِلوا من أجل كلمة الله، ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم". يكفيهم أن يُحسبوا شهودًا لكلمة الله.. حملوا آلامه وقبلوا سماته في حياتهم شاهدين له. وإن كنا لا نعرفهم بأسمائهم، لكنهم هم يعرفون بعضهم بعضًا في الفردوس، وكما يقول العلامة ترتليان إذ كان يوحنا في الروح رأى بوضوح أرواح الشهداء، مؤكدا أنها تتعرف على بعضها البعض في الفردوس.

2. أين هم؟ "تحت المذبح"!

هم في الفردوس لم يذهبوا بعد إلى الأمجاد الأبديّة في كمالها وتمامها، لكنهم نالوا نصيبًا مباركًا إذ "أُعطوا ثيابًا بيضًا، وقيل لهم أن يستريحوا زمانًا يسيرًا". إنهم تحت المذبح يستريحون. وكأن المذبح لا يفارق القديسين وهم لا يفارقونه.

يرون الذبيحة الحقيقية خلال الفردوس، إذ يتمتعون بالمسيح المصلوب، ويقدمون له ذبائح حمد وتسبيح كقول المرتل: "أذبح لك حمدًا" (مز 50: 14)، "لك أذبح ذبيحة التسبيح" (مز 116: 17).

لن تنقطع الذبائح لا بانتقالنا إلى الفردوس، ولا بدخولنا العرس الأبدي، مقدمين له تسبيحا أبديًا وكما يقول الشهيد يوستينوس: [إني أعتبر الصلوات وتقديم الحمد حينما يقدمها أشخاص معتبرون تكون هي وحدها الذبائح الكاملة والمقبولة لدى الله.]

3. ما حالهم؟

يطلبون الانتقام لدمائهم وذلك كما صرخ دم هابيل قدام الرب، ليس حقدًا وغيظًا بل تسليمًا للدينونة العادلة في يد الله، وشوقًا لمجئ الرب. إنهم كالأرملة التي طلبت من القاضي أن ينتقم منصفًا إياها (لو 18: 3). وإذ طلب منهم أن يستريحوا قليلاً إلى يوم الدينونة لذلك يقول الشهيد كبريانوس إنه يليق بالمجاهدين على الأرض أيضًا أن يصبروا على الأشرار حتى يوم الدينونة.



3. مجيء عريس الكنيسة كديان للأشرار

بعدما طمأننا الرب من جهة المتألمين الراقدين أنهم لابسون ثياب بيضًا مستريحون تحت المذبح إلى يوم الدينونة للتمتع بالأكاليل الأبدية، عاد ليطمئن الذين على الأرض وخاصة في أيام ضد المسيح أنه آتٍ لا محالة ليدين الأشرار. وتظهر شدة غضبه من ثورة الطبيعة ذاتها قبيل مجيئه إذ قال الرسول:

"ونظرت لما فتح الختم السادس، وإذا زلزلة عظيمة حدثت،

والشمس صارت سوداء كمسحٍ من شعر،

والقمر صار كالدم.

ونجوم السماء سقطت إلى الأرض

كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة.

والسماء انفلقت كدرج ملتف،

وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما.

وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء

وكل عبد وكل حر،

أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال.

وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا

وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف.

لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف؟" [12-17]

ويمكننا بدراسة الأصحاح 24 من إنجيل متى أن نجد هذه الأحداث مطابقة للعلامات التي أوضحها الرب عن مجيئه للدينونة وانقضاء الدهر.

وكما يقول ابن العسال ويشاركه في ذلك كثير من الآباء الأولين مثل القديس أغسطينوس إن هذه الأحداث تتم في فترة ما قبل ضد المسيح وأثناء تضليله (5ر3 سنة) وبعده مباشرة. وهذا كله لأجل التأديب حتى لا ينحرف المؤمنون.

فهي أحداث حقيقية واقعيّة تنبأ عنها الكتاب المقدس في أكثر من موضع وهي:

1. "تكون... زلازل في أماكن" (مت 24: 7)، وكما يقول النبي: "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب... لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم غضبه" (إش 13: 9-13).

2. الشمس تسود والقمر يصير كالدم والنجوم تتساقط، إذ يقول الرب: "تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع" (مت 24: 29).

وقد أوضح الرب بجلاء في مت 24 أن هذه الأحداث تتم قبيل مجيئه للدينونة مباشرةً إذ يكمل قائلاً: "وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على السحاب بقوة ومجد كثير، فيرسل ملائكته ببوقٍ عظيمٍ فيجمعون مختاريه..." وكان الحديث كله إجابة بخصوص علامات مجيئه وانقضاء الدهر.

3. انغلاق السماء كدرج ملتف، ويفسر ذلك العلامة ترتليان قائلاً: [إنها تصير كلا شيء مع الأرض نفسها التي خلقت معها في البدء إذ قيل: "السماء والأرض تزولان" (مت 24: 35) "لأن السماء والأرض الأولى مضتا" (رؤ 21: 1)، "ولم يوجد لهما موضع (رؤ 20: 11) إذ هما ينتهيان.]
  رد مع اقتباس