08 - 10 - 2012, 06:47 PM
|
رقم المشاركة : ( 8 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل لتفسير سفر الرؤيا كتابيا
الفرسان الثلاثة
"ولما فتح الختم الثاني
سمعت المخلوق الحي الثاني قائلاً: هلم وأنظر.
فخرج فرس آخر أحمر،
والجالس عليه أُعطي أن ينزع السلام من الأرض،
وأن يقتل بعضهم بعضًا،
وأعطي سيفًا عظيمًا.
ولما فتح الختم الثالث
سمعت المخلوق الحي الثالث قائلاً: هلم وأنظر.
فنظرت وإذا فرس أسود، والجالس عليه معه ميزان.
وسمعت صوتًا من وسط الأربعة المخلوقات الحية، قائلاً:
ثُمنية قمح بدينار وثلث،
وثماني شعير بدينار،
وأما الزيت والخمر فلا تضرَّهما.
ولما فتح الختم الرابع سمعت صوت المخلوق الحي الرابع، قائلاً: هلم وأنظر.
فنظرت، وإذا فرس أخضر،
والجالس عليه اسمه الموت،
والجحيم يتبعه،
وأُعطيا سلطانًا على ربع الأرض
أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض" [3-8].
هذه هي الآلام التي يسمح الله بها لكنيسته وسط العالم. إنها كالعاصفة التي تهز الكرمة حتى تبدو كأنها كادت تجف، لكن الحقيقة أنه تتساقط منها الأوراق الصفراء غير المرتبطة بها فقط، بينما يزداد الساق صلابة والجذور عمقًا.
وترتيب الفرسان الثلاثة يتفق بما أنبأنا به الرب عن حدوثه في (مت 24؛ مر 13).
وفيما يلي ملخص لتفسير بعض الآباء لهذه الفرسان الثلاثة.
الفرس الأحمر: الحروب (مت 24: 7؛ لو 21: 9-14)، كما يشير إلى سفك الدم (اضطهاد اليهود والوثنيين للكنيسة).
الفرس الأسود: المجاعات كما يشير إلى ظهور المبتدعين، وحدوث مجاعة في المعرفة.
الفرس الأخضر: الموت (مت 24: 5) كما يشير إلى ظهور ضد المسيح، وما يسببه من موت للأرواح.
1. الفرس الأحمر:
يقول الأسقف فيكتورينوس إنه يشير إلى حدوث قلاقل وحروب يسبقها إهانات وطرد الكارزين بالحق (لو 21: 9-14). وقد احتملت الكنيسة الأمرين من اليهود ومن الدولة الرومانيّة. وفي هذا كله لم تفقد سلامها الداخلي ولا خسرت بهجتها ورجاءها، بل أُعطى للشيطان أن ينزع السلام الخارجي فقط وأن يقتل كثيرين من أولادها عن طريق إخوتهم في الإنسانيّة، وكان بحق سيفًا عظيمًا!
2. الفرس الأسود:
وهو المجاعات التي يسمح بها الله وتشير إلى فترة البدع والهرطقات التي تسبب مجاعة في معرفة الحق وتذوقه. ويرى الأسقف فيكتورينوس أن هذه المجاعة هي حقيقة واقعة تحدث في أيام "ضد المسيح" لأجل التأديب.
ونلاحظ أن الفارس يمسك بميزان، وهذا يشير إلى شدة القحط كقول الكتاب: "هأنذا أكسر قوام الخبز في أورشليم، فيأكلون الخبز بالوزن وبالغم، ويشربون الماء بالكيل والحيرة" (حز 4: 16).
وثمنية القمح وهي أقل من كيلو (وحدة يونانية) لا تكفي الإنسان خبز يومه، ثمنها دينار وهو كل أجرته طوال اليوم (مت 20: 2)، فكيف يأكل ويعول زوجته وأولاده!
أما "الزيت والخمر" فلا يضرهما، وهما يشيران إلى البهجة التي تعم في أيام الأعياد (مز 23: 5). وهذا إشارة إلى حفظ السلام الداخلي للكنيسة وبهجتها بالرغم مما تعانيه من مرارة من الهراطقة أو ما تعانيه من مجاعة لأمور عادية وقحط حتى في قوت يومها.
ويشير "الزيت" إلى الروح القدس، و"الخمر" إلى الحب. وكأن أولاد الله الذين يعمل فيهم روح الرب المملوءين حبًا لا يؤذيهم ضيق أو جوع مهما اشتد!
3. الفرس الأخضر:
وكما يقول ابن العسال إنه ملاك دولة ضد المسيح، وهو ملاك الموت، وراكبه الموت والجحيم الذي يُوهب سلطانًا للقتل بالسيف وبالجوع وبالموت وبوحوش الأرض. فهو لا يكف عن استخدام كل وسيلة لإماتة كل نفس باستقصائها عن الله مصدر حياتها. وستهرب الكنيسة إلى الجبال والبراري، وهناك تلتقي بوحوش البرية، إذ يتعقبها أتباع ضد المسيح حتى في الجبال والبراري. وكأني بها ترتمي منبطحة على الأرض معاتبة عريسها مع إيليا القائل: "قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1 مل 19: 10).
ويقول الرب نفسه: "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة، ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا" (مت 24: 24).
|
|
|
|