08 - 10 - 2012, 06:25 PM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير رسالة بولس الرسول الى فليمون للقمص تادرس يعقوب ملطى
في إهداء السلام يعطي اهتمامًا خاصًا بكل فرد قدر المستطاع:
1. يهتم بفليمون، فيدعوه "إلى فليمون المحبوب والعامل معنا".
يكتب إليه بدالة وكشريك معه في الخدمة إذ يدعوه "العامل معنا" وربّما كان قد سيم أسقفًا في ذلك الوقت.
لا يدعوه "ابني فليمون" بل "العامل معنا"، أي شريك معي في العمل الرسولي، ملتزم أن يسلك بروح رسوليّة كخادمٍ ناضجٍ.
2. ويهتم بزوجته كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم
"وإلى أبفية المحبوبة"
أو كما يرى البعض أنها أخته.
لكن الجميل في الأمر أن الرسول البتول وقد التهب قلبه بمحبّة البشريّة في الرب، خاصة وأنه قد كبر في السن لا يخجّل من أن يدعو الرجال والنساء بمحبوبيه، إذ تعلق قلبه بكل البشريّة كان يود أن ينفق ويُنفق من أجلهم!
3. يهتم بابن فليمون "أرخبس المتجنّد معنا"،
فمع صغر سنه ومع كونه شماسًا أو ربّما كاهنًا، لكن الرسول يدرك أنه متجنّد معه في ذات العمل. إنه يشجعه أن يحارب كجندي صالح.
فهو متجنّد مع بولس الرسول، بل ومع الكنيسة كلها تحت قيادة ربنا يسوع، ليصارع الكل بقلبٍ واحدٍ ضد أجناد الشرّ الروحيّة في السماويّات أي إبليس وجنوده.
4. وأخيرًا بعدما ذكر أقرباء فليمون بأسمائهم عاد ليقول
"وإلى الكنيسة التي في بيتك"
وهذه الكنيسة هي جماعة المؤمنين الذين كانوا يجتمعون في بيت فليمون. ويقول تاودوريطس أنه قد صار بيته كنيسة بقيت أجيالاً.
ويقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن من بين أعضاء الكنيسة من هم عبيد لفليمون، لهذا كان لائقًا أن يبحث عن أنسيموس العبد الهارب ويفرح به عندما يعود عضوًا فيها.
يختم الرسول افتتاحيّته بالسلام الرسولي، أي السلام الإلهي الموهوب لنا خلال رسله وكهنته. بدأ بالنعمة، قائلاً:
"نعمة لكم"،
حتى كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم تتذكّر نعمة اللَّه الغافرة لنا عن العشرة آلاف وزنة فنتسامح نحن عن الوزنات القليلة التي لنا لدى أمثال أنسيموس. وبهذا نتأهل للسلام الإلهي إذ نتشبّه بملك السلام.
|
|
|
|