المسيح إبن الله
+ هذه الحقيقة بدأ بها الإصحاح الأول ، وشهد بها قائد المائة الروماني وقت الصلب في أواخر الإنجيل ، فقال " حقاً كان هذا الإنسان إبن الله " ( 15 : 39 ) . وشهد بها الآب من السماء وقت العماد ( 1 : 11 ) ، وشهد بها أيضاً وقت التجلي ( 9 : 7 ) . وإعترف بها السيد المسيح وقت محاكمته ، عندما سأله رئيس الكهنة " أنت هو المسيح إبن المبارك " فأجاب أنا هو " ( 14 : 62 ) ، كما أشار إلي هذه الحقيقة في مثل الكرامين الأردياء ( 12 : 6 ) وفي معرفة اليوم الأخير ( 13 : 32 ) . بل أن الشياطين نفسها حينما نظرته " خرت له وصرخت قائلة إنك أنت إبن الله " ( 3 : 11 ) . وكذلك نطقت في " لجيئون " كورة الجدريين قائلة " " مالي ولك يا يسوع إبن الله العلي " ( 5 : 7 ) . وحتي عندما إتخذ المسيح لقب ( إبن الإنسان ) دل أيضاً علي قوته ولاهوته كقوله أن إبن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا ( 2 : 10 ) أو أنه رب السبت ( 2 : 28 ) أو أنه جالس عن يمين القوة وآت في سحاب السماء ( 14 : 62 ، 13 : 26 ) . هذه الحقيقة أوضحها مارمرقس أمام الرومان حتي يعرفوا أنهم ليسوا أما شخص عادي ، وأثبتها لهم بسلطة المسيح الواسعة كما سنري :
- سلطته علي الشياطين
+ ذكر مارمرقس أن الرب كان يأمر الأرواح النجسة بسلطان فتطيعه ، حتي إنذهل الناس وتحيروا من سلطانه ( 1 : 27 ) ، وأنه أخرج شياطين كثيرة ( 1 : 34 ) ، وأن الشياطين كانت تصرخ منه قائلة " مالنا ولك .. أتيت لتهلكنا " ( 1 : 24 ) ، وأنها كانت تسجد له ( 3 : 11 ، 5 : 6 ) . وأنه أحرج منها حالات خطيرة مثل حالة لجيئون الذي كانت فيه فرقة شياطين " وكان يقطع السلاسل ويكسر القيود ، فلم يقدر أحد أن يذلله " ( 5 : 4 ) ، والروح الأخرس الأصم ( 9 :16- 29 ) . وبلغت القوة بمعجزات إخراج الشياطين أن السيد المسيح كان يخرج الشيطان دون أن يري المريض ، مثلما قال للمرأة الفينيقية " إذهبي قد خرج الشيطان من إبنتك . فذهبت إلي بيتها ووجدت الشيطان قد خرج " ( 7 : 24 - 30 ) . ولم يكتف بهذا ، بل أعطي هذا السلطان لتلاميذه ( 3 : 15 ، 6 : 7) . ولم يمنع شخصاً يخرج الشياطين بإسمه ( 9 : 39 ) .
سلطته علي الأمراض
+ سجل مارمرقس شفاء الرب للعاهات المستديمة والأمراض المستعصية : كشفاء العميان ( 8 : 22 - 26 ) ، ( 10 : 46 - 52 ) ، وشفاء الأصم الأعقد ( 7 : 31 - 37 ) ، وشفاء الأبرص ( 1 : 42 ) ، والمفلوج ( 2 : 12 ) ، وصاحب اليد اليابسة ( 3 : 5 ) ، ونازفة الدم التي أنفقت كل ما عندها علي الأطباء ( 5 : 25 - 34 ) . وذكر تأصير كل هذا علي الناس ، إذ " بهت الجميع ومجدوا الله قائلين : ما رأينا مثل هذا قط " ( 2 : 12 ) . وكانت معجزات الشفاء كثيرة جداً ، حتي أنهم " إبتدأوا يحملون المرضي علي أسرة إلي حيث سمعوا أنه هناك ، وحيثما دخل إلي قري أو مدن أو ضياع ، وضعوا المرضي في الأسواق ... " ( 6 : 55 ، 56 ) . وبلغ من قوة الإبراء عند المسيح ، أنهم كانوا يطلبون أن يلمسوا ولو هدب ثوبه ، " وكل من لمسه شفي " ( 6 : 56 ) " فكان يقع عليه ليلمسه كل من فيه داء " ( 3 : 10 ) . وبهذه الطريقة شفيت نازفة الدم . وهذه القوة علي إبراء المرضي وهبها السيد المسيح لتلاميذه أيضاً ( 16 : 18 ) .
سلطته علي الطبيعة والموت
+ سجل أنه والبحر هائج " قائم وإنتهر الريح . وقال للبحر إسكت أبكم . فسكنت الريح وصار هدوء عظيم ... " ( 4 : 39 - 41 ) وقال التلاميذ بعضهم لبعض " من هو هذا ، فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه ؟!" ... ومرة أخري والبحر هائج جاء إلي تلاميذه ماشياً علي البحر ... " ولما صعد إليهم إلي السفينة سكنت الريح . فبهتوا وتعجبوا في أنفسهم للغاية " ( 6 : 48 - 54 ) . وكما سجل سلطته علي البحر ، هكذا ا]ضاً سجل سلطته علي النبات ، إذ لعن شجرة التين غير المثمرة ، فيبست من أصولها ( 11 : 12 - 20 ) . وذكر مارمرقس سلطة المسيح علي الموت . إذ أقام إبنة يايرس . أمسك بيدها وهي ميته " وقال لها قومي ، فقامت ( 5 : 22 - 43 ) . وذكر قيامة الرب نفسه من بين الأموات ( 16 ك 6) ، وذك أنه إرتفع إلي السماء وجلس عن يمين الله ( 16 : 19 ) . وحتي عندما كان مصلوباً ، ذكر له سلطته علي الطبيعة ، إذ أظلمت الشمس من الساعة السادسة إلي التاسعة ، وإنشق حجاب الهيكل إلي إثنين ( 15 : 33 ، 38 ) .