2- الاب الروحى:
وهذا ضابط آخر غاية في الاهمية، ذلك عملا بقول القديسين: الذين بلا مرشد هم كأوراق الخريف، سريعا يسقطون. وتنبع اهمية اب الاعتراف في القرارات المصيرية من عدة
منطلقات:
أ) الاب الحانى المحب، الذي يهمه امرى، ويحب ان يطمئن إلى كل خطوات مسارى.
ب) وهو وكيل السر، الذي يصلى معى اثناء الاعتراف طالبا من الرب ان يرشده ويرشدنى لما فيه خير حياتى...
ج) هو الاكثر خبرة، بسبب المواقف الكثيرة التي عاشها شخصيا، أو من خلال الخدمة...
د) وهو الانضج سنا، بحيث يرفعنى من انفعالات واندفاعات الشباب المبكر، وينبهنى إلى خطورتها...
هـ) وهو الصوت الروحى والصوت العاقل، الذي يمكن ان يخرجنى من " الحصر النفسى " الذي احياه حينما ادرس مشكلتى بمفردى داخل " خزانتى النفسية ". ان مجرد " فرد " النفس وكشفها امام اب روحى، كفيل بأن اعيد تقييم الامور، إذ افرغ شحنتى الانفاعلات فلا تتحكم نفسى في، ولا عواطفي، ولا انفعالتي، بل يتحكم روح الله، والعقل المستير بالروح والانجيل، في مسار حياتى.
وهكذا يكون دور اب الاعتراف غاية في الاهمية في ضبط المسار، وإتخاذ القرار، وبالذات في الامور المصيرية. خصوصا إذا اضفنا إلى ذلك عنصر إخلاص الاب لابنه الروحى، وصلواته من اجله، وكتمانه لاسرار حياته.
لذلك ليتك تعرض افكارك يا اخى الحبيب على ابيك الروحى، ويجب ان يكون واحدا ثابتا، لا يتغير ما لم تكن هنالك ضرورة قصوى، حتى يكون شاعرا بمسار حياتك من مرحلة إلى مرحلة، وبظروفك الفردية والعائلية والعامة، ومن هنا يقدم لك المشورة المناسبة مسترشدا بروح الله القدوس.