لم يطلب أدونيا شيئًا بسيطًا من تركة داود أبيه كقول الناقد، إنما طلب أبيشج الشونمية التي كانت في منزلة زوجة أو سُرّية أبيه، حتى وإن كان داود لم يعرفها، وهذا ما تحرمه الشريعة تمامًا، وهذه الحماقة ارتكبها من قبل أبشالوم عندما اضطجع مع سراري أبيه العشرة بحسب مشورة أخيتوفل " فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: «ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّكَ قَدْ صِرْتَ مَكْرُوهًا مِنْ أَبِيكَ، فَتَتَشَدَّدَ أَيْدِي جَمِيعِ الَّذِينَ مَعَكَ»." (16: 21).
- لم يكن أدونيا أحق بالعرش لأن ليس دائمًا البكر هو الذي يحتفظ ببركة البكورية، فقد كان إسحق أصغر من إسماعيل، وهو الذي نال بركة البكورية وكذلك يعقوب، وهو أصغر من عيسو، وهكذا يهوذا، وهو أصغر من رأوبين، وصار سبط يهوذا سبط الملوك، ومنه تجسد السيد المسيح ملك الملوك ورب الأرباب، وقد أدرك أدونيا نفسه أن الرب هو الذي اختار سليمان، ولهذا قال لبثشبع: "فَقَالَ: «أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ، فَدَارَ الْمُلْكُ وَصَارَ لأَخِي لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ صَارَ لَهُ." (1مل 2: 15) وربما كان أدونيا يشيع في القصر أن المُلك كان له وكل الشعب يريده دون أن يذكر موقف الله، وذلك ليثير تعاطف الشعب معه