السؤال الرابـــــع
بماذا نفسر قول الرسول يعقوب " اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات " ؟؟ وهل يفهم من هذا ان نعترف على إنسان عادى مثلنا ؟؟
نظرا لما يتبادر الى اذهان الكثيرين من معانى متعددة لهذة الاية سنتكلم عنها بشىء من التفصيل :
· فسر آباء الكنيسة هذا القول لمعلمنا يعقوب الرسول بما يؤكد اهمية الاعتراف على الكاهن فقال القديس اوغسطينوس : "ليس المقصود من هذا القول ان يعترف الكهنة للعلمانيين كما يعترف هؤلاء لهم – فإن هذة الجملة لا توجب دائما حصول المشاركة بين كلا من الطرفين – بل هى على حد قولك مثلا : علموا بعضكم بعضاً وعالجوا احدكم اخاة وليسعف الواحد منكم صاحبة , بمعنى ان العالم بالذات هو الذى يعلم الجاهل , والطبيب خاصة هو الذى يعالج المرضى وهكذا
- وبنفس القياس قول الرسول اعترفوا بعضكم لبعض اى فليعترف بعضكم على البعض الذين اعطوا سلطانا ان يغفروا ويمسكوا الخطايا "
· ولتوضيح نفس المعنى نضيف ونقول انة اذا جاز اعتراف البعض على البعض الاخر على النحو الذى يفهمة الناس , فيكون بالاولى جدا ان يكون هؤلاء ( البعض ) الذين نعترف عليهم هم نواب المسيح ووكلاء سرائر الله , ولهم وحدهم اعطى السلطان على حل وربط الخطايا كما اُعطوا دون غيرهم ان يتمموا سر المسحة للمرضى : فهذا لشفاء الجسد وذلك لشفاء الروح .
· وباعتبار ان جميع المؤمنين من رعاة ورعية هم اعضاء كثيرة فى جسد واحد واعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر لكن لنا مواهب كثيرة مختلفة بحسب النعمة المعطاة لكل واحد منا .. وقد تحدث الرسول بولس شارحا هذا الامر بالتفصيل فى رسالتة الاولى لاهل كورنثوس ( 1 كو 12 : 7 – 30 ) مبينا ان ليس لجميعنا عمل واحد , وانة يوجد بين المؤمنين تباين فى المواهب والخدمات : هذا للخدمة وذلك للتعليم وهكذا, فبهذا نقول ان اباء الكنيسة وان كانوا اعضاء مع المؤمنين فى جسد المسيح الواحد – اى الكنيسة – إلا انهم إمتازوا بمواهب خصوصية ..
· فيكون قصد الرسول يعقوب من قولة " اعترفوا بعضكم لبعض " اى الاعتراف على هؤلاء البعض المخصوص الذين خِصوا بهذة الموهبة و اٌعطو هذا السلطان ..
· لا يُعقل ان الرسول يعقوب وهو واحد من أولئك الذين منحهم الرب هذا السلطان مع باقى التلاميذ يقصد بكلامة التعميم , فهو احكم من ان يخالف ما تسلمة من الرب
· نلاحظ ان الرسول يعقوب اشار فى مقدمة كلامة هذا الى دعوة القسوس للصلاة على المريض لشفاءة وغفران خطاياة اذ يقول : " امريض احد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت باسم الرب* 15 و صلاة الايمان تشفي المريض و الرب يقيمه و ان كان قد فعل خطية تغفر له* 16 اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات و صلوا بعضكم لاجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها "
( يع 5 : 14 – 16 )
· فالرسول يتحدث هنا عن سرين معا هما سر مسحة المرضى وسر الاعتراف .. ولقد خص القسوس دون غيرهم بالصلاة على المرضى , بمعنى ان خدمة الاسرار خاصة بهم . واذا فسر الاعتراف يجب ان يتم على ايديهم لننال غفران الخطايا كما ننال شفاء المرض ..
· وكقاعدة لآزمة وضرورية فى دراستنا لكلمة الانجيل ان لا يصح ابدا ان نعتمد فى عقيدتنا على آية واحدة من الكتاب المقدس ونترك بقية الوصايا والتعاليم ..
· فأولئك الذين يفهمون من قول الرسول " اعترفوا بعضكم لبعض .. " انها تجيز إ‘تراف الناس لبعضهم ايا كانوا فكيف يربطون هذا المعنى بالسلطان المُعطى من الرب لتلاميذة" الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء" ( متى 18 : 18 )
* من اجل هذا كلة نؤمن ونصدق بإيمان كنيستنا المقدسة الجامعة الرسولية بوجوب الاعتراف لله على يد الكاهن وفى سمعة فهذا هو تعليم الرب يسوع ورسلة فى كل زمان ومكان ...