السؤال الثانى
متى وكيف أعُطى السلطان للكهنة على غفران الخطايا وحلها ؟؟
وما الادلة على ذلك ؟؟
· إن التوبة و الحل من الخطايا يلزمها سلطان الكهنوت للحل والمغفرة .. وخذا السلطان مُعطى من الرب لتلاميذة الاطهار ومن يختارهم الرب لخدمة الكهنوت ..
· ولقد اتضح لنا من إجابة الؤال الاول ان مبدأ الاعتراف كان موجوداً منذ القدم وفد مارسة شعب إسرائيل بالفعل وكذا رجال الله وأنبياء العهد القديم منفذين بذلك وصية الرب
· فى العهد الجديد أسس الرب يسوع هذا السر المقدس معطيا تلاميذة ورسلة القديسين سلطانا أن يحلوا الخطايا , وأن يتركوها أو يمسكوها بقوة الروح القدس ويظهر هذا من الاقوال والادلة الاتية من واقع الكتاب المقدس وتعاليم الاباء
· قال الرب لتلاميذة بعد قيامتة " سلام لكم . كما أرسلنى الآب ارسلكم أنا . ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياة تغفر لة ومن امسكتم خطاياة امسكت "
· ويؤكد معلمنا متى الانجيلى وعد الرب هذا وسلطانة لتلاميذة حينما يخاطبهم قائلا " الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء و كل ما تحلونه على الارض يكون محلولا في السماء" ( متى 18 : 18 )
· وليس هذا معناة أن الكاهن يستطيع ان يتحكم فى الغفران فلا يعطية لمن يستحق أو يمنحة للإنسان غير تائب ... فقد شرحت قوانين الرسل حقيقة هذا السلطان فجاء فيها " إن كان أسقف أو قسيس لا يقبل من يرجع عن خطية بل يطردة يُقطع لانة يحزن المسيح القائل : يصير فرح فى السماء بخاطىء واحد يتوب " ( قانون 25 )
· هذا ويجب ان نقول – كرد على المعترضين على سلطان الكهنوت للحل والمغفرة – كبف يمكن للرسل والتلاميذ وخلفائهم من الكهنة أن يربطوا الخطايا او يحلوها ويعلنوا غفرانها إلا بعد ألإقرار بها والاعتراف بها امامهم فإن الخطايا فى الغالب خفية وسرية فكيف يغفرونها وهى مكتومة ولم تُعلـــن ....
· هل يستطيع الكاهن ان يعطينى الحل من خطاياى وانا لم اعترف بها امامة وهو لم يعرفها ؟؟ أو هل يمكن للكاهن ان يمسك خطية إنسان لا يعلم عنها شيئاً ..؟؟؟
· إذاً يلزم الاعتراف أمام الكاهن مادمنا نؤمن بصدق كلمات الإنجيل عن هذا السلطان المعطى بحق من الله لآبائنا الكهنة وكلاء أسرارة الإلهية ...
· وقد يتسائل البعض هل اعطى سلطان الحل والربط هذا للرسل فقط أم لخلافائهم ايضا ؟ وما دليلنا على ذلك ؟؟ نردعلى هذا بان الرب يسوع المسيح لما ارسل تلاميذة الاثنى عشر والسبعين رسولا الآخرين , وأمرهم بالكرازة بالانجيل للخليقة كلها قال لهم " وها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر " فمن قولة لتلاميذة يستدل عل حضور المسيح الدائم فى كنيستة ومساعدتة للرسل ولخلفائهم الذين يقومون من بعدهم فى خدمة الكهنوت ...
· وقد حفظ الرسل هذة الحقوق الممنوحة لهم من الله واستعملوها فيما يؤول لتدبير الكنيسة , واقامو لهم نوابا وخداما ورعاة مانحين إياهم – بوضع اليد – القوة والسلطان التى اعطوها من الله ... فيذكر لنا الكتاب ان الرسل القديسين أقاموا فى الكنائس التى أسسوها أساقفة وقسوساً وشمامسة ومنحوهم موهبة الخدمة بوضع ايديهم عليهم ...
· فبولس وبرنابا انتخبا قسوسا فى كل كنيسة ثم صليا بأصوام واستودعاهم للرب ( اع 14 : 23 ) وقال بولس الرسول لتلميذة " ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم و لا ترتاعوا لا بروح و لا بكلمة و لا برسالة كانها منا اي ان يوم المسيح قد حضر " ( 2 تى 2 : 2 )
· والان نعرض مجموعة اخرى من تعاليم الآباء واقوال القديسين عن ضرورة الاعتراف على الكاهن واهميتة إذ لا نستطيع ان نفصل بين كلمة الإنجيل وبين العقيدة وفكر الآباء فإذا كان برهان الروح القدس عند الرسل هو نطق كلمة الانجيل فبرهان الروح القدس عند الآباء هو تفسيرها على مستوى إلهى ... تُرى ماذا قال الآباء عن موضوع الاعتراف
· يقول القديس كبريانوس (( كم يكون اعظم ايمانا واحسن تخوفا من يعرفون بتوجع وبساطة أمام كهنة الله بما افتكروا بة من الإثم منقين ضميرهم . فليعرف كل منكم ايها الاحباء بإثمة , ما دام من أثم فى هذا العالم " اى مازال موجودا وامامة فرصة للتوبة " ومادام ممكناً قبول إعترافة ومادامت المغفرة بواسطة الكهنة مقبولة امام الله ))
· القديس أثناسيوس الرسولى ((كما ان المعتمد من الكاهن يستنير بنعمة الروح القدس , هكذا من يعترف بخطاياة بواسطة الكاهن يحظى بالغفران بنعمة المسيح ))
· ويشهد اوسابيوس المؤرخ فى كتابة " البرهان الانجيلى " أن الاعتراف كان دارجا فى عصر الرسل بقولة (( وكان تلاميذ مخلصنا أشداء يتركون فى نفوس سامعيهم مناخس تدخل تعاليمهم فى صميم افئدتهم حتى يبرزوا الخطايا من مطاميرها " اى من مخابئها " ويعترفوا جهارا بقبائح سيرتهم الماضية ))
· ويوضح تاريخ الكنيسة حقيقة ممارسة الاعتراف كسر ضرورى للايمان فقد كانت تُلزم الخاطىء بثلاث امور جوهرية :
1 – الاعتراف الشفوى امام الكاهن ...
2 – ان يتمم فعل الندامة ويظهر مشاعر التوبة الحقيقية ..
3 – ان يخضع للتأديبات الكنسية ويمارس التداريب الروحية النافعة لنموة
وكان لا يُقبل او ينال الحل إلا كل من يقدم ما يدل على تقديس سيرتة ولا يسمح لة ان ينضم الى شركة الكنيسة إلا بعد تتميم الممارسات السابقة
*** وهكذا يتضح مما سبق ان للكنيسة المقدسة براهين قوية وادلة واضحة على وجوب الاعتراف امام الكاهن