عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 10 - 2012, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية


*** تاريخ الكرازة المرقسية-القرن الرابع-محاضرة 37 ***


نكمل حديثنا عن القديس اثناسيوس الرسولى ...

هذا هو اثناسيوس بطل الارثوذكسية العظيم الذى قيل ان الله انتخبه ليريه كم ينبغى ان يتألم من اجل اسمه ...

فلم يكد يعتلى الكرس المرقسى حتى تألب الاريوسيون لاسقاطه .. فوشوا به الى الملك قسطنطين الكبير بأن ارتسامه لم يكن قانونيا ولكن كثيرين من الارثوذكسين اثبتوا حقيقة ارتسامه ومنهم القديس """" باخوميوس الناسك المصرى """" الذى حين ارتقا البابا اثناسيوس الى الكرسى رأى رؤيا وفيها قال روح الله :

" انى قد اقمت اثناسيوس عمودا ونورا لكنيستى وستناله شدائد وتلقى عليه تهم كثيرة لاجل مناضلته عن حق الديانة .. الا انه بالقوة الالهية يظفر بكل التجارب ويبشر الكنائس بحق الانجيل "

وقد اخذت بشائر هذه النبوة تظهر حالما استلم هذا الحبر عصا الرعاية .....

فأنه اخذ ينشر كلمة الانجيل داخل وخارج القطر .. وكان اول اثمار ومجهوداته تأسيس كنيسة الحبشة ورسامة فرومتيوس اسقفا عليها سنة 330 م الامر الذى سنفصله فى اعمال ابطال الكنيسة القبطية بقسم مشاهير الكنيسة ...

وقد قام البابا برحلة يتفقد فيها رعاياه وذهب الى اسوان وهناك استقبله الراهبيين باخوميوس وبلامون بالمزامير ...

وقد ابتدأ جهاد هذا البطل بسبب عودة المنازعات بشأن القضية الاريوسية ....

وذلك ان " كونسطاسيا " شقيقة الملك اوصت اخاها وهى على فراش الموت بقس اريوسى اعتنت به دائما لانه كان ابا اعترافها , فلما فاز هذا الكاهن الاريوسى برضاء الملك اخذ يقنعه بمساعدة اوسابيوس اسقف قيصرية ببراءة اريوس وانه نفى ظلما ...

فجازت المكيدة على قسطنطين واستدعى اريوس من منفاه وقدم للملك صورة ايمان ملتوى حسب الظاهر ارثوذكسية , فرضى قسطنطين بقبوله وارسله الى اساقفة اورشليم فقبلوه فى شركتهم اكراما لخاطر الملك , ثم عفى الملك عن كل الاريوسيين ..

ثم اجتمع اسقف نيكوميديا واسقف نيقية الاريوسيين وعقدوا اجتماع بعزل بعض الاساقفة الارثوذكسيين بحجة انهم من اتباع سابليوس وارسلوا توصية الملك بأن ايمان اريوس ارثوذكسى الى البابا اثناسيوس لكى يقبل اريوس فى شركة الكنيسة ...

فلما وصل المكتوب الى البابا الاسكندرى رفض رفضا باتا واعتبر الملك واساقفة نيكوميديا ونيقية مخالفين لقوانين الكنيسة ....

ثم طرد البابا اثناسيوس اريوس من الاسكندرية فرجع الى الملك بخيبة امل , ثم ارسل البابا اثناسيوس رسالة الى الملك قسطنطين قال فيها :

" انه لا يمكنه ان يقبل فى كنيسته رؤوس الهراطقة المحرومين من المجمع النيقاوى وان الكنيسة عموما لا تقبل فى شركتها اناسا ينكرون الوهية يسوع المسيح " ...

فتوهم الملك انه يفعل ذلك لاختلاف شخصى بينه وبين اريوس .. وكان الاريوسيون يسعون سعيا ليلطخوا صيت البابا عند الملك .. فأشاعوا بأن اثناسيوس وضع على مدينة مصر ضريبة جديدة لربح كنيسته ولعمل حلل بيضاء من الكتان " توانى " للآكليروس ...

ولكن عناية الله سخرت له كاهنين كانا عند الملك وهما """ اليبيوس ومكاريوس """ فبرأه من هذه التهمة ....

ثم حضر بعض من حزب ميليتس من الاسكندرية ووشت بالبطريرك ايضا بأنه ارسل مبلغا وافيرا من المال الى فليومنوس عدو المملكة والذى كان عازما ان يملك على مصر واقاموا ثلاثة شهود ادعو ذلك ...

ومن دعاوى الاريوسيين عليه ايضا انه كسر كأسا مكرسة وهدم كنيسة ...

فلآجل ذلك امر الملك بأن يحضر البطريرك اثناسيوس ويبرئ نفسه من التهم.. فحضر البابا وكذب كل هذه الاشاعات , فرده الملك الى كنيسته ومدحه فى رسالة وقال عنه انه رجل متنور من الله وان الكنيسة فى احتياج اليه لانه عالى الهمة ومحب للسلام ...

ولم يكتفى الاريوسين بذلك ولم يتركوا البابا وتم اتهامه بعدة اتهامات وعقد مجمع لمحاسبته لفحص التهم الموجهه اليه واضطر القديس اثناسيوس ان يحضر هذا المجمع بأمر من الملك واخذ معه 48 اسقفا من اساقفته وانعقد المجمع فى سنة 334م وكان اعضاء هذا المجمع اكثرهم من الاريوسيين واناب عن الملك يونيسوس من كبار الموظفين ...

فجاء القديس اثناسيوس الى المجمع ولكنه لم يجد كرسيا له ويجب عليه الوقوف , فلما رأى القديس بوتامون اسقف هراقيا بأن البابا اثناسيوس واقفا كمتهم نهض من كرسيه وبعين تذرف الدموع قال لآوسابيوس القيصرى :

" من يحتمل ان تكون انت جالسا على كرسى التقدم واثناسيوس يقف كرجل مذنب .. الا تذكر اننى القيت واياك فى السجن فى زمن اضطهاد الوثنين وانى من اجل الايمان عدمت عينى اليمنى وانت خرجت سالما من السجن ... فكيف امكنك الخروج سالما "..

ثم تبعه القديس " بفنوتيوس " واخذ معه القديس مكسيموس اسقف اورشليم وخرجا من المجمع والدموع فى عيونهم ...

فلم يهتم الاريوسيون بذلك بل شرعوا يعددون ما اخترعوه من التهم الفاسدة ضد القديس اثناسيوس ...

اما التهم التى وجهت الى اثناسيوس فهى :

+ انه اقترف الفسق مع بتول راهبة وادخلوا امرأة زانية ادعت فى مجمعهم بأن اثناسيوس اغتصبها وسلبها بكارتها ....

فنهض تيموثاوس قس الاسكندرية موهما اياها بأنه هو اثناسيوس اذ لم تكن تعرفه وقال لها :

" انا ايتها المرأة الذى زنيت بك كرها " ...

فأجابته ... نعم انت يا اثناسيوس اغويتنى وافقدتنى عفتى التى نذرتها للرب ... ثم اجهشت فى البكاء ....

الامر الذى اضحك الارثوذكسيين واخجل الاريوسيين ...

+ ثم ادعوا على اثناسيوس بأنه ساحر وانه دس السم لشخص اسمه ارسانيوس اسقف هبسيل " شطب " وقام اثناسيوس بقطع ذراع هذا الاسقف بعد موته واستخدامها فى السحر ...

فأرسل اثناسيوس شماسا لكى يبحث عن ارسانيوس لانه يعلم انه مختفى فى الصعيد .. واما ارسانيوس هذا فقدم توبة حقيقية وترك الاريوسيين وتم تخبئته لحين حضوره الى المجمع لتبرئة القديس اثناسيوس ...

وفى اليوم التالى اخذو يحتجون بشدة على البطريرك لانه قتل ارسانيوس واخذوا يرفعون اليد المبتورة ويشتكون على اثناسيوس ... فقوقف القديس فى الوسط وقال ...

هل يوجد فيكم من يعرف ارسانيوس .. اجابوا انهم يعرفونه ... وكان ارسانيوس مختفى فى وسط المجمع .. قفام ارسانيوس فى الوسط ثم نزع البابا اثناسيوس رداء ارسانيوس عنه واظهر يديه صحيحتين ثم قال ... لمن هذه اليد الثالثة المقطوعة ؟؟؟؟ فخجلوا الاريوسيين وهرب الذى دبر هذه المكيدة واسمه يوحنا وقالوا هذا دليل على قوة سحر اثناسيوس وحاولوا قتل اثناسيوس الرسولى وكادوا يفتكون به لولا الامير ديونيسيوس خلصه من ايديهم وانقذ حياته ...

واما التهمة الاخرى التى اتهموا بها اثناسيوس ظلما .. اتهمامه بهتك حرمة الاسرار المقدسة وهدم كنيسة اسخيراس الهرطقى وحرق الكتب وتحطيم كأسا مكرسة .. .

وطالب الاريوسيين بتجريد البابا اثناسيوس من رتبته الكهنوتية وعزله عن الكرسى المرقسى ... وقام الاريوسيين بتدشين كنيسة كان اقامها القيصر قسطنطين فى اورشليم سنى 335م ..

وكان القس مكاريوس تلميذ اثناسيوس قد طرح فى السجن للآتهامه بهدم كنيسة اسخيراس الهرطقى , فأقام البابا اثناسيوس برفع دعواه الى الملك واخذ معه خمسة من اساقفته الى القسطنطنية الا ان الاريوسيين اقنعوا الملك بأن اريوس على ايمان مجمع نيقية ولان قوسطنس ابن الملك كان اريوسيا تقوى ذلك الحزب ونال حظوة عند الملك ولم يستطع البابا اثناسيوس ان يخاطب الملك لان اشراف الدولة لم يسمحوا له بذلك اكراما لخاطر قوسطنس ابن الملك ...

وحدث ذات يوم ان الملك قسطنطين كان خارجا للنزهة فى موكب حافل فأوقفه شخص غير معروف ووضع يده على زمام جواده طالبا منه الانصاف فلم يعرفه قسطنطين فى بادئ الامر ولكن الرجال الملتقين حوله اخبروه بأنه اثناسيوس ...

فغضب قسطنطين واطلق لجواده العنان ودفعت الجنود اثناسيوس لكى لا يقترب من الملك , فحينئذ هتف اثناسيوس قائلا :

" ايها الملك اسأل جلالتكم شيئا واحدا وهو ان تحضر خصومى الذين حكموا على وتسمح بأن اتناقش معهم امامك "

فرفض الملك اول الامر ولكنه ارسل الى هؤلاء الاساقفة المحتجين على اثناسيوس فكانوا خائفين من الوقوف امام القديس وتم عمل مجمع وتم ابطال جميع التهم المنسوبة الى البابا اثناسيوس ولكنهم اخترعوا تهمة جديدة ... وهى ان اثناسيوس عزم على ان يمنع المراكب التى كانت تأتى الى مصر الى القسطنطينية حاملة ضريبة الحنطة ...

وكان الملك حين سمع ذلك غضب على اثناسيوس وحاول اثناسيوس انكار هذه التهمة عنه الا ان الملك رفض ان يسمع منه وحكم بنفيه الى مدينة تريف " تقع فى الجنوب الغربى من فرنسا " فقال اثناسيوس للملك بشجاعة ...

" ان الله سيقوم ديانا بينى وبينك انت الذى قبلت شكوى اعدائى وصدقتها " ...

ثم انطلق البطريرك الى منفاه مع بعض اساقفة ارثوذكسيين فوصل اليها فى 5 فبراير سنة 335م حيث قوبل فيها بأجلال عظيم من مكسيمينوس اسقف تلك المدينة وقسطنطين الصغير قائد جنود المملكة فى الغرب ...

اما ماذا فعل الاريوسيون بعد ذلك مع اثناسيوس ... فهذا ما سوف نتكلم عنه فى المحاضرة القادمة ...

اتمنى ان تستمتعوا معى بقراءة هذه المحاضرة الجميلة ومعرفة اشياء كثيرة عن هذا القديس العظيم القديس اثناسيوس الرسولى ...

والكلام عن هذا القديس سوف يطول لمحاضرات كثيرة ..
  رد مع اقتباس