عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 10 - 2012, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 36 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية


** تاريخ البطاركة - القرن الرابع - محاضرة رقم 35 **


تكلمنا فى المحاضرة السابقة عن البطريرك ارشلاوس , واليوم سنتحدث عن اخوه البطريرك الاكسندروس ...


3- البطريرك الاكسندروس
-----------------------------
البطريرك التاسع عشر ...

ارتفع الى كرسى البطريركية بعد موت ارشلاوس بمقتضى وصية القديس بطرس اخر الشهداء فى شهر ابيب سنة 313م فى عهد قسطنطين ....

وهو مولود بالاسكندرية ورسم قسا بها , وحال انتخابه كان قد وصل الى سن الشيخوخة , ورغما عن ذلك اخذ يستخدم علمه وتقواه فى خدمة الله بكل نشاط واخلاص ...

وكان الشعب يلقبه بالقديس والفقراء يدعونه ابا المساكين ...

وقد روى الابنا ساويرس المؤرخ ان اثناسيوس البطريرك ال20 روى عن البابا الاكسندروس انه ما كان يقرأ قط فى الانجيل جالسا بل واقفا والضوء امامه ... ولكن افضل ما اشتهر به هو غيرته الشديدة على حفظ الايمان المستقيم ومحاربته للهراطقة ولا سيما الذين انكروا لاهوت المسيح ...

كان البابا مقاوما لحزب ميليتس اسقف ليكوبولى , وكانوا هؤلاء لا يريدونه بطريريكا وكانوا يريدون اريوس بطريركا , غير ان الله احبط مسعاهم ...

وقد قيل ان اريوس حاول مع قداسة البابا ان يخدعه كما خدع اخاه ولكنه قال :

" اوصانى ابى البابا بطرس ان لا اقبلك فلا تدخل الى ولا اجتمع بك وذلك بأمر السيد المسيح فأعترف للمخلص بخطيئتك فاذا اقبلك فهو يأمرنى بقبولك "

فغضب اريوس من البابا واجتهد اريوس فى دحض تعاليم البابا ووضع مقالات تجديف وكفر بلسانه المستحق القطع ...

وقد كان هذا الخبيث اريوس قد اجتذب اسقفين وبعض القسوس البسطاء والشعب الساذج وبعض النساء والبنات والرهبات واخذ ينشر بواسطتهم بدعته الشنيعة ... فتقدمت فى حقه الشكاية للبابا الاكسندروس فأسرع هذا القديس فى العمل على ايقاف هذه البدعة ...

فجمع البابا الاساقفة سنة 319م وبعد فحص تعاليم اريوس بأن الابن مولود من الاب فلا يمكن ان يكون مساويا له فى الازلية ... حكموا بأن يقلع عنه ويكف عن نشره واجتهدوا فى رده عن ضلاله بواسطة النصائح والمحبة الا انه زاد تكبرا وجسارة فشرع يعلم جهارا مستعملا كل نوع من الخداع لاستمالة القلوب اليه ...

فرأى البطريرك ان الملاينة لم تنفع مع اريوس فأجتمع وعمل مجمعا من مائة اسقف من لبيا ومن مصر سنة 321م وحكم بحرمان اريوس من درجة الكهنوت وبحرمه وبدعته ومن يتشيع له .. وامضى على هذا القرار جميع اساقفة المجمع ماعدا اسقفين و11 شماسا , فتم مقاطعة هذا الاسقفين و11 شمامسا ايضا ...

وقد كتب البابا الاكسندوس الى صديقه الاكسندروس اسقف البيزنطية " القسطنطينية " رسالى اتى فيها من تفاصيل بدعة اريوس وحزبه اذ ينكرون لاهوت مخلصنا ....

ولم يرضخ اريوس للحكم بحرمه من الكنيسة بل ثابر على الخطابة والوعظ مثبتا تعليمه ومباشرا الخدمة الدينية , فأستمال اليه الكثيرين وكون له حزبا ابليسيا حتى اضطر البطريرك ان يطرده من الاسكندرية هو والاسقفين وشماسين احدهما يسمى اونريوس وكان عضدا كبيرا لاريوس ...

فغادر اريوس الاسكندرية قاصدا فلسطين واخذ يغتاب القديس الاكسندورس ويشنع عليه مظهرا نفسه بين الارثوذكسين ارثوذكسيا وبذلك اثر على كثيرين وجمع له عددا من الاصدقاء على رأسهم """ اوسابيوس اسقف نيكوميديا """ الذى كان ذا اصول عظيمة و """ اورسابيوس اسقف قيصرية """ و """ اوسيوس اسقف بيسيدية """ و """ بوليوس اسقف صور """ و """ اغريغوريوس اسقف بيروت """ وجمعهم سمحوا له بعقد جميعات دينية فى ابروشيات مختلفة ليكثر عدد معتنقى بدعته فضلا عن وجود انصار له من الكهنة فى الاسكندرية ...

وكان اريوس ينشر بدعنه عن طريق تأثير الصوت فى النفس بالموسيقى ووضع كتاب " تاليا " ووقعها على الالات الموسيقية وعلمها للشعب الذى كان يتغنى بها صباح مساء ...

وقد امتلآت بلاد الشرق بمؤلفات مشحونة بهرطقات اريوس وبالتنديد على بطريرك الاسكندرية وكتبوا الى بطريرك الاسكندرية يحثه على سحب حكمه على اريوس فرد عليهم برسائل مملؤة من الحكمة والعمل مبينيا ضلال بدعة اريوس ...

وهكذا احس البابا البطريرك بالشر المتفاقم من اعمال اريوس فأتخذ طريقة فعالة لايقافة ومنه سريان بدعنه فكتب تلك الرسائل الى اساقفة كل الكنائس اوضح فيها الاسباب التى حملته على حرمان اريوس وقطعه من الكنيسة ولا يسمح له ابدا بالعودة ...

وتم عقد مجمعا سنة 322م فى بيثينة ومجمع اخر سنة 323م فى فلسطين قرروا فيها الغاء حكم البابا الاسكندرية الصادر على اريوس ...

وبناء على هذا القرار رجع اريوس الى الاسكندرية مرة اخرى لينشر بدعته من جديد .. فأضطر البطريرك تلقاء هذا الاضطراب ان يشهر حرمان اريوس ويطرده من المدينة مرة ثانية ...

وقد قام تلميذ البطريرك الاكسندروس تلميذه الشماس اثناسيوس الذى اصبح بطريركا من بعده بكتابة المنشور السنوى ضد بدعة اريوس وبين ان تعليمه يأول الى تعدد الالهة وقياس الغير المحدود بمقاييس بشرية والايمان ببعض الكتاب دون البعض ووقع هذا المنشور 36 كاهنا و 44 شماسا ...

وقد كان لاوسايبيوس اسقف نيكوميديا , كرامة عند كونسطاسيا اخت الملك قسطنطين الكبير الذى كان حينئذ ساكنا فى نيكوميديا , فتمكن بواسطتها ان يستميل قسطنطين الملك الى اريوس ..

وكان الملك يعرف شيخا جليلا كان عمره 67 سنة من رؤساء الاساقفة اسمه اوسيوس اسقف قرطبة من اسبانيا الذى كان قد اعترف بالايمان فى عهد مكسيميات , وكان مشهورا بسعة علمه ومزيد اطلاعه فأستدعاه الملك اليه وارسله الى الاسكندرية ليتوسط لدى بطريركها فى امر صلحه مع اريوس وارسل معه خطابا رقيقا ينصحهم ان يكفوا عن النزاع وطلب ان يكف البابا وان يمتنع عن اضطهاد اريوس ظلما قائلا فى خطابه ان اريوس كاهن بار وغيور على الايمان المستقيم ...

فلما حضر اوسيوس اسقف قرطبة الى الاسكندرية عقد مجمعا سنة 324م ولم يتمكن فيه من عمل اى شئ فى سبيل الاتحاد وذلك لكثرة التعديات التى جرت من الاريوسين على مستقيمى الايمان وحدثت مشاغبات حطمت فيها تماثيل الامبراطور ولذلك اشترك الكسندروس مع اوسيوس فى حرمان اريوس فى ذلك المجمع وعاد الى نيكوميديا واوقف الملك على جلية الخبر وان اريوس واعوانه هم المخطئون واعلن له رغبة البطريرك الاسكندرى فى اقامة مجمع عام وانه وهو يصادق على هذا الاقتراح ...

فأرتضى قسطنطين وبناء على ذلك التأم ذلك المجمع المشهور فى مدينة نيقية سنة 325م حضره القديس الكسندروس يرافقه تلميذه اثناسيوس ...

وبعد جدال طويل حكم المجمع بقطع اريوس واتباعه ونفيه الى الليريكون .. واثبت كل ما فعله القديس الكسندروس ثم كتب المجمع رسالة الى كنيسة الاسكندرية واثنى فيها كثيرا على جهاد بطريركها .. فرجع القديس الى كرسيه فقابله الاكليروس والشعب بما يستحقه من الاحترام والاجلال رجل ضحى بكل شئ حفظ نقاوة ايمان ابن الله وكثيرون من الذين ظلوا رجعوا الى الايمان مرة اخرى ...

ويقال ان هذا البطريرك هو الذى كسر صنم النحاس الذى كان فى هيكل زحل بالاسكندرية ...

اما البابا الكسندروس البار فبعد خمسة اشهر من عودته من مجمع نيقية مرض المرض الاخير واشار قبل موته على الكنيسة المصرية ان تختار بعد وفاته اثناسيوس تلميذه بطريركا ..

وقد قيل انه فى اخر ساعاته قال " باطلا يهرب اثناسيوس انه لا ينال مأربه " , ففتشوا على اثناسيوس فوجدوا انه قد هرب حقا ثم رقد هذا الحبر الارثوذكسى الغيور فى 24 برمودة سنة 326م ...

وبكدا نكون قد انتهيا من كتابة حياة هذا القديس البابا الكسندروس ومحاربته لبدعة اريوس ...

والمحاضرة القادمة سنتكلم عن البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون ...
وهذا الموضوع سيكون طويلا جدا , لذلك سوف اقسمه على مراحل متعددة ...
  رد مع اقتباس