عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 10 - 2012, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية


*** تاريخ البطاركة - القرن الرابع - محاضرة رقم 33 ***

انتهينا فى المحاضرة السابقة من القرن الثالث للبطاركة ... واليوم سنبدأ فى القرن الرابع ونتحدث عن بطاركة هذا القرن ...

بطاركة القرن الرابع :
--------------------
1- بطرس " خاتم الشهداء "
2- ارشلاوس
3- الكسندروس
4- اثناسيوس
5- بطرس
6- تيموثاوس
7- ثاوفيليس ...

واليوم سنتكلم عن البطريرك بطرس ...

1- البطريرك بطرس " خاتم الشهداء " :
------------------------
البطريرك السابع عشر ...

كان تلميذا للبابا ثاؤنا , وتربى تربية صحيحة فى المدرسة اللاهوتية التى كان يديرها يومئذ القس أرشلاوس ورسمه البطريرك شماسا ... ولما رأى عفافه وعلمه صيره قسا , وكان ملازما خدمة الكنيسة ليلا ونهارا معتبرا من الجميع لاجل قداسة سيرته وجزيل علمه وغيرته على انتشار الايمان الاقدس ...

واتفق ان سابليوس الهرطقى جاء يوما الى الكنيسة طالبا البطريرك ليجادله .. فأرسل اليه البابا ثاؤنا القس بطرس... فازدرى سابليوس بالبطريرك اذا ارسل له شابا حقيرا ليجادله فأجابه القديس بطرس " اذا كنت اظهر امامك صغيرا فأننى عبد الرب كبير يظهر كفرك به اليوم وينصرنى عليك كما نصر داود على جليات ...

ثم اخذ يناضله ويناظره فى الحقائق الدينية حتى افحمه واخرجه مخزيا امام الجميع ...

وموقف اخر له قبل رسامته .. كان فى احد الاعياد فى اثناء التناول وقف انسان به روح نجس وجعل يرجم المؤمنين فهرب الشعب فقال البابا ثاؤنا لبطرس القس " روح اطرد الشيطان عنه .. فأخذ بطرس اناء فيه مياه وصلى عليها البابا ثاؤنا وخرج بطرس بالاناء وانتهر الشيطان بأسم الرب يسوع فخرج فى الحال ...

وقد ارتقى القديس بطرس البطريكية فى شهر امشير سنة 300 م فى عهد يوكلتيانوس قيصر خلفا لمعلمه البابا ثاؤنا , ضاعف جهاده وخدم ربه ...

وكان فى ايامه فى نهاية القرن الثالث , كان اضطهاد الكنيسة فى مصر بالغا اشده فى عهد ديوكلتيانوس ومكسيميان .. فرأى البطريرك القديس رعيته فى خطر عظيم وهروب اغلب الرعية الى البرارى والكهوف وقتل كثير من المسيحيين ... فطاف بلاده كلها يشجع الضعفاء ويعزى المعترفين فى السجون ويسعفهم ويرجع الخراف الضالة الى الايمان , حاثا اياهم على الصلاة والصوم ليستقبلوا الموت ...

فلما اتى الى مدينة " ليكوبوليس " " هى اسيوك الحالية وكانت اول اسقفية فى القطر المصرى بعد الاسكندرية " .. حتى اخذ منه الحزن شديدا عندما رأى اسقفها " ميليتس " قد كفر بالايمان وسالم الوثنين وسجد للآصناهم وحاول بطرق الطرق ان يرده الى الايمان مرة اخرى ولكنه لم يفوق حتى ان هذا الاسقف ابتدع بدعة رديئة بسببها انفصل من الكنيسة واجتمع المجمع سنة 306م حكم فيه بقطع ميليتس وكل تابعيه بسبب البدع والهرطقات ...وكان اريوس من تلاميذه ...

وكان منشور يصدر دائما كل عيد فصح وضمنه التوبة التى بموجبها يقبل الذين سقطوا فى مدة الاضطهاد الى حضن الكنيسة ...

ونذكر هذه القوانين بأيجاز :

1- الذين جحدوا الايمان بسب شدة العذاب والاضطهاد وقدموا توبة خلال 3 سنوات الماضية عليهم ان يصوموا اربعين يوما صوما عنيفا يجوز قبول فى الكنيسة مرة اخرى ..

2- الذين عثروا فى الايمان ولكنهم لم يعذبوا عذابا شديدا تعطى لهم سنة كاملة يظهرون فيها التوبة وبعد ذلك يقبلون فى الكنيسة مرة اخرى ...

3- كل الذين ارتدوا عن الايمان ولم يذقوا عذابا تعطى لهم 4 سنوات ليبرهنوا توبتهم وبعد ذلك يقبلون فى الكنيسة ...

5- الذين ارتدوا ولم يعدوا يطلبون التوبة فلا يوجد قانون لهم وترثى الكنيسة لحالهم ..

6- الذين تظاهروا بالمرض او الصرع لينجوا من العذاب يعطى لهم 6 شهور وبعدها يقبلوا فى الكنيسة ..

7- العبيد الذين اجبرهم مواليهم على السجود للآوثان يعطى لهم سنة ليرهنوا على توبتهم ...

8- الموالى الذين فعلوا ماتقدم تفرض عليهم 3 سنوات توبة ...

9- اما الذين سلموا نفوسهم دون ان يقبض عليهم وتعذبوا ثم جحدوا الايمان واذا كانوا من الاكليروس يتم قبولهم فى الكنيسة ولكن لا يرجعوا الى وظائفهم الكهنوتية ثانية - يحرموا منها ..

10- اولئك الذين انكروا اشخاصهم لاجل تشجيع الاخرين وتقوية ايمانهم فلا لوم عليهم ..

11- جميع الذين افتدوا انفسهم بدراهم فلا يلامون ..

12- لاشئ على الذين نجو بواسطة هربهم من الموت - فلا قصاص عليهم ...

13- جميع الذين اجبروا اجبارا لكى يذبحوا للآوثان والذين افقدهم العذاب شعورهم واحساسهم فأصبحوا لا يدركون يجب اعتبارهم فى درجة المعترفين واذا كانوا من الاكليروس يعادون الى مناصبهم ..

هذه القوانين ايديها البابا بطرس بالشواهد والادلة الكتابية .. وقد بقيت معمولا بها فى جميع الكنائس الارثوذكسية فى العالم اجمع حتى بعد الانشقاق ...

وفى سنة 311م امر القيصر مكسيميان بالقبض على البطريرك بسبب ان امرأة انطاكية وكان زوجها من الذين يعملون مع القيصر .. هذه المرأة ذهبت الى الاسكندرية لتعمد ولديها خوفا من زوجها عابد الاوثان .. فهاج عليها البحر وخشيت ان يموتا بلا عماد فشرطت ثدييها بمطوة وصلبا على جبينهما وقلبيهما ... ولما نجت واتت للبابا بطرس لتعميد اطفالها راى البابا مياه المعمودية وقد تجمدت فسألها فقصت عليه مافعلته فى البحر فأمن على عمادهما واكتفى بأن باركهما ...

فشكى الرجل الوثنى امرأته للقيصر وكان القيصر مملوء حقدا على البابا بسبب الرسائل التى ارسلها البابا الى المسيحيين يشددهم فى اوقات الاضطهاد ... فقبض القيصر على المرأة وولدها وتم حرقهم بالنار , اما البابا بطرس فقبض عليه واستعمل معه اشد انواع العذاب وطرحه فى السجن وامر بقطع رأسه ...

ومن هنا عندما علم المسيحيين ان بطريكهم سيموت اجتمع جمهور كثير امام السجن وقالوا اقتلنا كلنا اولا قبل قطع رأس الاب بطرس , واصبح شغب كثير ...

وهنا لما علم اريوس الكافر ان البابا بطرس سيقطع رأسه خاف ان يموت دون ان يحله , وطلب من الاكليروس ان يصالحوه مع البابا بطرس , فظنوا انه تاب ويريد الرجوع ..

فسأل الاكليروس البابا بطرس فى حله للآريوس .. فقال البابا بصوت عظيم :

" تسألوننى فى اريوس .. ثم رفع يديه وقال .. فى هذا الزمان وفى الاتى يكون ممنوعا من مجد ابن الله سيدنا يسوع المسيح " ...

فلما قال هذا نزل عليهم خوف عظيم ولم يجسر احد ان يكلمه ثاني.. فلما رأهم خافوا طيب نفوسهم واخذ الشيخيين ارشلاوس والاسكندروس تلميذيه وانفرد بهم ..

وقال لهم " الله اله السموات يعيننى على اكمال شهادتى فلن تعودا ترياننى بعد هذا اليوم فى الجسد .. وانت يارشلاوس القس تكون بطريركا بعدى واخوك الاكسندروس بعدك .. ولا تقولوا ان عديم الرحمة من اجل اريوس فأن فيه مكرا مخفيا ولست انا الذى حرمته بل السيد المسيح لانى فى هذه الليلة لما اكملت صلاتى ونمت رأيت شابا قد دخل على ووجهه يضئ كضوء الشمس وعليه ثوب متشح به الى رجليه وهو مشقوق وقد امسك بيده القطعة الممزقة فصرخت وقلت " ياسيدى من الذى شق ثوبك " فأجابنى " اريوس " هو الذى مزق ثوبى فلا تقبله ..واليوم يأتيك قوم طالبين منك ارجاعه فلا تطعهم واوصى ارشلاوس والاكسندروس بأن يمنعاه من شركتهما ..

ولما انتهى من كلامه وقع على عنقيهما وقبلهما وودعاناه بالبكاء ثم عاد الى الجمع الذى كان قائما معهم وخاطبهم وقواهم وصلى عليهم وباركهم وعزاهم وصرفهم بسلام ...

وكان القائد يفكر كيف يخرجه من السجن الى ساحة الاستشهاد من اجل تجمع الكثير من المسيحيين وكان خائفا ليحدث شغب للآن الناس كانت مجتمعة كثيرة يبكون ويولولون على البطريرك امام السجن ...

ولما شعر البابا بطرس بذلك قال للقائد تعال الليلة الى حائط السجن الذى ادقه لك من داخل وانقبه من الجهة التى لا يقيم المسيحيون بارائها وهكذا يسهل عليك اخذى الى المكان المعين لقتلى ..

وهذا الكلام ادهش القائد فعمل القائد كما اشار اليه القديس وخرج القديس مع الجند الى المكان المدعو " بوكاليا " وهو ايضا الموضع الذى تمت فيه شهادة القديس مرقس الرسول " فطلب منهم البطريرك ان يتركوه يذهب الى حيث جسد مارمرقس للتبرك منه فسمحوا له وهناك اخذ يصلى طالبا من الله ازالة الاضهاد ...

قيل ان وقت صلاته كان بالقرب من القبر مسكن صبية عذراء وابوها شيخ وكانت قائمة تصلى ولما تمت صلاتها سمعت صوتا من السماء يقول " بطرس اول اسماء الرسل وبطرس اخر شهداء الاسكندرية " وقد تم هذا الكلام بأنه بعد وفاة القديس لم يستشهد غيره من بطاركة الاسكندرية قتلا بأيدى الوثنين ...

ولما تم القديس صلاته تقدم الى الجنود وجهة كوجه ملاك ثم رفع يديه وصلى الى الرب وصلب على وجهه وقال امين وخلع بلينه وكشف رقبته الطاهرة وقال لهم افعلوا ما امرتم به .. فتراجعوا الى الوراء مندهشين من تسليمه نفسه للموت بمثل هذه الشجاعة ولم يجسر احد ان يضرب عنقه ...

غير ان القائد دفع اخيرا لاحدهم خمس قطع من الذهب فتقدم وقطع هامة القديس فى 29 هاتور سنة 311م وكانت مدة مقامه على الكرسى 11 سنة ...

ولما اقبل الصباح وصل الخبر الى المسيحيين المحطيين بالسجن فمضوا اليه مسرعين ووجدوا جسده وثوبه عليه والشيخ والصبية العذراء جالسين يحفظانه .. فألصقوا الرأس بالجسد ونشروا عليه شعره وجمعوا دمه ولفوه فى بساط من الاديم الذى كان ينام عليه ومضوا به الى البيعة واجسلوه على كرسى مرقس .. ولما كان حيا لم يكن يرضى الجلوس عليه بل كان يجلس على درجات الكرسى السقلية تواضعا واكراما لسالفه الاول منشئ هذا الكرسى الرسولى العظيم ...

وبكدا نكون انتهينا من سرد قصة حياة هذا القديس العظيم البابا بطرس خاتم الشهداء ...
  رد مع اقتباس