**** تاريخ البطاركة - القرن الثالث - محاضرة رقم 28 -
بدأنا من المحاضرة السابقة التحدث عن البدع والانشقاقات التى حدثت فى القرن الثالث , ثم تكلمنا عن بدعة سابليوس احد اساقفة بطلومايس بالخمس مدن الغربية ..
واليوم نتكلم عن البدعة الثانية التى ظهرت فى ذلك القرن ...
2- بدعة نيبوس :
---------------------
صاحب بدعة الالف سنة .....
وكان اسقفا لابروشية " ارسينو " فى الفيوم ......
عرف بين رعيته بصفات حميدة جعلتهم يحترمونه احتراما زائدا ...
هذا الاسقف اخذ يعلم شعبه تعليما جديدا ذهب فيه الى تأكيد اقتراب الوقت الذى يملك فيه المسيح الف سنة على الارض كأحد ملوك العالم , مفسرا ما قيل فى سفر الرؤيا عن ذلك تفسيرا حرفيا ..
ووضع كتابا سماه " مضادة المتغزلين " كما لقب مزدريا بمضادى الالف سنة ... اعترض فيه على من يقولون بأن اقوال سفر الرؤيا تدخل تحت باب المجاز , وقد اجهد نفسه فى اقناع رعيته بذلك المبدأ فقبلوه بدون فحص ...
وكان هذا الاعتقاد قد عرف فى عهد العلامة اوريجانوس .... فقاومه بشدة وافناه بالمرة مفسرا الايات المصرحة بملك المسيح الف سنة , انها تشير الى الافراح الروحية المناسبة طبيعة الارواح التى تقوم كاملة وذلك لا يكون فى هذا العالم بل فى العالم الاتى ...
وبعد موت نيبوس اخذ رجل اسمه " كراسيون " مركزه فى اذاعة تلك البدعة وهو رجل خبير ذو شرف وسطوة ...
ولما اتفق البابا ديونيسيوس ان يفتقد رعيته سنة 255م .. وقف على هذه البدعة وعرض عليه تابعوها ان يحكم فيها فأستعمل الحكمة المتناهية وجذبهم اليه باللطف والرقة وعقد مجمعا هناك ظل ثلاثة ايام تليت فيه احتجاجات نيبوس وبعدها كتب البابا ديونيسيوس رسالة ووضع نبذة فى " المواعيد الالهية " لخص فيها تلك الافكار ...
ولم يكتف البابا ديونيسيوس بذلك بل وضع شرحا لسفر الرؤيا قاعدته انه يجب ان لا ينظر لعبارات هذا السفر نظرا حرفيا اذ هو عبارة عن رموز ونبوات بعضها تم وبعضها سيتم فى وقته ....
ويقول بعض المؤرخين ان هذا البابا ارتأى ان يوحنا الرسول ليس هو الذى كتب سفر الرؤيا بل وضعه يوحنا اخر غير انه اعترف بأنه سفر موحى من الله يجب قراءته مع الحذر الكلى ...
3- بدعة بيرلس اسقف بصرة :
------------------------------------
علم ان السيد المسيح قبل ولادته من العذراء لم يكن له لاهوت متميز بل انما كان له لاهوت الاب .....
اى ان المسيح لم يكن له وجود قبل ولادته من مريم وانه فى ولادته دخلت واتحدت بالانسان النفس الانسانية التى اصلها من الله وهى بلا ريب فائقة كل النفوس البشرية لانها منبثقة من الطبيعة الالهية ....
ولما انتشرت هذه البدعة وبلغت مسامع العلامة اوريجانوس قام لبلاد العرب ودحض تعليم بيرلس فى مجمع انعقد ببصره سنة 244م ....
وتمكن العلامة اوريجانوس من ان يرد بيرلس الى الحق ووفى هذا لذلك العلامة واصبح بعد ذلك من اكبر اصدقائه واشد المدافعين عنه ...