عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 10 - 2012, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 25 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تاريخ الكرازة المرقسية

*** تاريخ البطاركة - القرن الثالث - محاضرة 24 ***



تكلمنا فى المحاضرة السابقة عن القديس العظيم الانبا انطونيوس ... واليوم نكمل الحديث عن بعض القديسين من منشأ الرهبنة ومؤسسوها :


4- أمونيوس :

ولد سنة 294م بجولر مريوط وهو كزميله انطونيوس كام من اسرة مسيحية تقية موسرة , وفقد ابويه وهو فى سن الحداثة فلات تحت وصاية عمه وكانت كل اماله متوجهه الى عيشة التبتل والقداسة .. غير ان عمه خطب له فتاة غنية رغما عنه وعلى غير ارادته ..

ولما لم يكن فى قدرته مخالفة امر عمه اخذ فى مخاطبة الفتاة التى خطبت له بالاقوال الروحية وقد استطاع بسيرته المقدسة ان يؤثر عليها تأثيرا حسنا فحبب اليها عيشة الطهارة وغرس بفرادها الميل الى تكريس النفس لتكون عروسا محفوظا للعريس الحقيقى يسوع المسيح .. ومن ثم اتفق الاثنان على ان يقبلا عقد الزواج وهما مصممان على ان يعيشا معا كأخ واخت لا كزوج وزوجة ...

ولبثا على هذا الحال مدة طويلة وهما يحافظان كل المحافظة على شروط العفة والامانة حتى مرت 17 سنة على زواجهما وبعدها ماتت الزوجة ... فرأى امونيوس ان المجال قد اتسع امامه ليقضى مأربه الروحية فهجر مسقط رأسه ومضى الى القديس انطونيوس وتتلمذ له ودرس عليه قوانين الرهبنة المقدسة ...

وبعد ذلك اوفده القديس انطونيوس الى وادى النطرون ليؤسس اديرة هناك فتبعه جمهور عظيم من ناذرى العفة فنظم لهم الاحوال ورتب لهم معيشتهم واستمر مدة يسوسهم بالفضيلة والتقوى ...

ولم تمض على هذا الحال ثمانون سنة حتى اصبح وادى النطرون يحتوى على 50 ديرا ... ومن مبادئ هذا الاب " انه من العيب ان يتفرس الرجل التقى فى جسمه وهو عار من الملابس " ... وكانت وفاته فى 2 بشنس سنة 73 ش ...

5- بفنوتيوس :

ولد بمصر بعد نصف الجيل الثالث , ونما فى البركات السماوية والنعم الالهية الغير الاعتيادية .. شغف وتاق الى افتقاء اثار المتوحدون فى برارى مصر وطيبة , فترك العالم واتجه الى هناك ثم مضى الى دير بيسار فى اخر حدود الاقليم المصرى الاعلى فى طيبة الخارجية حيث كان القديس انطونيوس يدبر احوال الرهبان ويقبل اليه كل يوم عدد عظيما من النساك وكان ضمنهم هذا القديس ...

فكان يقضى اوقاته فى التأملات الروحية تحت ارشاد القديس انطونيوس فظهرت فضائله فى مدة قصيرة حتى اصبحت نفسه مستودع للحكمة الالهية حتى شهد القديس انطونيوس مرات كثيرة لعظم فضائله فوافاه كثيرون طالبين الارشاد منه ...

وشاء الرب بعد ذلك ان يجعل القديس بفنوتيوس بركة لاهل مدينة من مدن اقليم طيبة فأختير اسقفا لها ولكنه تألم لهذا الاختيار ولكنه قبل السيامة وترك البرية واقام فى ابروشيته ...

وانتشرت فضائله فى الابروشية وكان يدبر رعيته بالحكمة التى اكتسبها من القديس الانبا انطونيوس , وقد اعتنى بقوانين الكنيسة وتعاليم انجيله فنمت ابروشيته وتقدم اهلها فى كل الصفات الحسنة ...

وفى اضطهاد ديوكلتيانوس ومكسيميانوس القيصرين على مسيحى مصر قبض عليه سنة 308م وعذب عذبات شديدة وقاسية فقد قلع عينه اليمينى وقطع مفاصل ركبتيه اليسرى ويربطونه بالسلاب ويأخذه الى امكنة حفر المعادن , وقد ابوا ان يمتوه ليطيلوا من عذابه ...

وكان هو مسرورا بالعذابات وقد ارسلوه الى فلسطين مع بعض المعترفين الى معادن تلك البلاد ..." كانت المعادن المذكورة فى نصف المسافة بين بحيرة لوط الى بحر اباكا , وقد وجد حديثا اثار معبد قديم كان اولئك المعترفون قد بنوه زمان اقامتهم هناك وبعد الاضطهاد اصبح هذا المعبد كنيسة اسقفية فى ايام الملوك المسيحين " ...

وكان هذا القديس حاضرا مجمع نيقية المسكونى الاول سنة 325م , وكان هذا القديس ايضا من الاباء الذين وضعوا قانون الايمان الارثوذكسى ... وبعد انحلال المجمع عاد هذا القديس الى كرسيه الى ابروشياته ... وكان متحدا بالالفة مع القديس البابا اثناسيوس الرسولى ورافقه مع القديس بوتامون الذى من هراكليا وسبعة واربعين اسقفا الى المجمع الذى التأم بصور سنة 353 م وكان اكثر اعضاء هذا المجمع يعتقدون اعتقاد اريوس ..

اما القديس فلما تحقق ذلك ورأى مكسيموس اسقف اورشليم اخذ بيده وقال له لا يليق ان يكون فى مجمع الاشرار اسقف ارثوذكسى اعترف بالمسيح فى الاضطهاد الاخير , وكيف يحتمل ان رجلا نظيرك مشهورا بالغيرة فى المناضلة عن الايمان يعرض نفسه لان يضله ويغره الهراطقة الذين قصدوا ان يهلكوا القديس اثناسيوس الذى هو اشجع محام عن هذه القضية الاساسية من قانون الايمان ... ثم اعلمه بتعصب الاريوسين الذى كان يجهله مكسيموس لهذا الوقت , وتمكن من ان يفصله من حزبهم ويثبته فى شركة الكنيسة الاسكندرية ...

ولما رجع الى كرسيه قضى بقية حياته مجهتدا فى المحافظة على الايمان ومقاومة بكل قوة بدعة اريوس ... وبعد ان خدم مخلصه سنين طويله انتقل الى فردوس النعيم بشيخوخة صالحة ولا نعلم متى ولكننا نعلم انه جاهد الجهاد الحسن ونال الاكليل المجيد ...


المحاضرة القادمة سوف نتحدث عن المملكة والكنيسة - عن الاضطهادات التى مرت بها الكنيسة فى هذا القرن " القرن الثالث " ...

اضطهاد كاركلا - اضطهاد مكسيمينوس الثراكى - اضطهاد ديسيوس - اضطهاد فاليريان - ضيق بسبب الحرب ومأثر المسيحيين فى تخفيفه ...

  رد مع اقتباس