02 - 10 - 2012, 10:28 PM
|
رقم المشاركة : ( 9 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن اماكن لها تاريخ
تاسعا :*** جبل الزيتون .. اماكن لها تاريخ ***
وردت كلمة جبل في الكتاب المقدس في مواقع متعددة
تارة كان يلجأ الإنسان إليها ليحتمي فيها وأخري كان يجد فوقها الراحة والخلوة الروحية بل ربما كانت تصل إلي الحديث مع الله فوق الجبل كما فعل موسي قديما والسيد المسيح حديثا
والجبل في المدلول الروحي يعبر عن الاستقرار والبقاء كما عبر في بعض المزامير عن حماية الله لشعبه وفي العهد الجديد يشير إلي مملكة المسيح الثابتة والأبدية
وبالتقريب وردت كلمة جبل ومشتقاتها في الكتاب المقدس حوالي 440مرة
منها 34مرة عن جبل الزيتون كما ورد في الكتاب المقدس 14آية عن جبل الزيتون نفسه
أي الجبل المشهور بزراعة شجر الزيتون فوقه
فشجرة الزيتون معروفة من قديم الزمان في فلسطين كما جاء في تث6:11 يش24:13 قض15 1صم8:14 وهي لها شكل مميز بأوراقها الخضراء من الأعالي وجمالها السنجابي الفضي من أسفل فهي تعيش مئات السنين
ومدلولها الروحي
يشير إلي عمل النعمة والسلام والعطية الروحية
ومن هنا يمكننا القول بإن جبل الزيتون وهو أحد الجبال التي ذكرها الكتاب المقدس يجمع بين دلائل اسمه المركب الثبات في النعمة والعلاقة الروحية بين الخالق والمخلوق فهيا
عزيزي القارئ
لنجلس فوق قمة هذا الجبل المقدس ونعرف ما قاله التاريخ عنه من خلال الكتاب المقدس والعهد القديم.
موقع جبل الزيتون
يقع شرق القدس وترتفع قمته 300قدم تقريبا عن القدس في عبر وادي قدرون
فهو يشرف علي أورشليم من الجهة الشرقية
وهو مكون من سلسلة من القمم الجبلية
الأولي منها تقع في الشمال الغربي أطلق عليها يوسيفوس تل (سكوبس)
أما الثانية الممتدة من الجنوب الغربي أطلق عليها (تل المشورة الرديئة) لأن قيافا كان له بيت ريفي فوقها وفيه تم تشاور الكهنة اليهود علي قتل السيد المسيح
أما القمة الثالثة الشمالية التي كان ينزل عليها الجليلون في الأعياد والمواسم كانت تسمي (بتل الجليل والآن اسمها كرم السيد)
والقمة الرابعة تقع أمام الباب الشرقي لأورشليم وسميت منذ القرن الرابع بقمة الصعود واعتني بها قسطنطين البار وبني عليها كنيسة كبيرة باسم كنيسة الصعود
وتقترب من هذه القمة (قمة الأنبياء) وهي الخامسة التي توجد علي جانبيها قبور الأنبياء حجي وزكريا وملاخي ومن بعيد تظهر هي وقمة الصعود بأنها قمة واحدة
وأخيرا القمة السادسة
التي بني عليها سليمان المذابح الوثنية لزوجاته وتسمي (بقمة المعصية) كان يكسو جبل الزيتون في القديم أشجار التين والسنديان والنخيل والأرز وطبعا الزيتون وكان يخرج منه طريق يتفرع إلي أربعة فروع أحدها إلي بيت عنيا وأريحا وأقامه الخليفة بن عبد الملك بن مروان في القرن السابع الميلادي والثاني إلي بيت عنيا وبيت فاجي وكان يوجد طريق روماني قديم يصل بين وادي قدرون والأردن.
جبل الزيتون بين الكتاب والتقليد اليهودي
في سفر الملوك الأول قيل عنه إنه الجبل الذي تجاه أورشليم
'حينئذ بني سلمان مرتفعة لكموش رجس المؤابيين علي الجبل الذي تجاه أورشليم' 1مل11
وفي سفر الملوك الثاني سمي جبل الهلاك 'والمرتفعات التي قبالة أورشليم التي عن يمين جبل الهلاك التي بناها سليمان ملك إسرائيل لعشتورث رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموآبيين ولملكوم كراهة بني عمون نجسها الملك' 2مل23:13 ونحميا عرفه بالجبل الذي كان بني إسرائيل يخرجون إليه في عيد المظال بأغصان زيتون يري وأنصان أشجار وأغصان نخل لعمل نح8:15
أما العرب
أطلقوا عليه جبل طور الزيت أو جبل الطور
وفي قديم الزمان كان اليهود يطلقون عليه جبل الأنوار لأنهم كانوا يوقدون عليه النيران في أول كل شهر قمري بمناسبة الظهور الجديد للهلال.
ويقول لنا الكتاب المقدس
إن داود صعد إليه باكيا وحافيا هاربا مع إبشالوم كما جاء في 2صم15:30 كما شاهد حزقيال في رؤياه وكتب 'إن مجد الرب علي الجبل الذي علي شرق المدينة' حزقيال11:23 أما النبي زكريا فقال عن جبل الزيتون 'وتقف قدماه (الرب) في ذلك اليوم علي جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب واديا عظيما جدا وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب' زك14:4
وفي التقليد اليهودي يقول الحاخام (يانا) إن سحابة المجد وقفت ثلاث سنوات ونصف علي جبل الزيتون وظلت تنادي: 'اطلبوا الرب مادام يوجد ادعوه وهو قريب' وكأنه يعترف من خلال ذكر هذا التقليد بالسيد المسيح ويذكر التقليد اليهودي أيضا أن هناك ربطا بين جبل الهلاك وشريعة البقرة الحمراء كما جاء عنها في سفر العدد الأصحاح التاسع عشر.
جبل الزيتون في العهد الجديد
ارتبط جبل الزيتون بالسيد المسيح بعلاقة قوية ممكن أن تكون فرضت نفسها بسبب المعاني الروحية التي يتمتع بها الجبل والأشجار التي وجدت أعلاه كما ذكرنا آنفا ومن جهة أخري أنه جبل يتمتع بجمال يفوق الوصف من ناحية قممه الخضراء والأشجار الظليلة التي كانت تعلو قممه علاوة علي المنظر الخلاب الذي كان يظهر للمدينة من فوقه
أما الأمر الآخر وهو أن السيد المسيح الذي نشأ في ناصرة الجليل كان يذهب إليه من وقت إلي آخر بعيدا عن ضوضاء المدينة
وتسرد لنا الأناجيل الأربعة حياة السيد المسيح مقرونة بهذا الجبل سواء بالمرور عليه أو الجلوس فوق قمته مع جماعة التلاميذ ومن فوق هذا الجبل علمهم الصلاة والتأمل وأنذر أورشليم
وعلي السفح الأسفل منه كان يوجد بستان جثماني الذي صلي السيد فيه صلاته قبل القبض عليه بواسطة يهوذا الإسخريوطي ومن فوقه حدث أعظم حدث وهو الصعود إلي السماء كما جاء في إنجيل القديس لوقا
نعم لقد دمر الحاكم الروماني تيطس في سنة 70م أورشليم ووصل تخريبه إلي هذا الجبل ودمر أغلب الأشجار التي كانت عليه ولكن مضي الرومان وزمانهم وظل جبل الزيتون شاهدا علي التاريخ ومحتفظا بترابه المقدس الذي يحمل بين أحضانه عدة كنائس مازالت إلي الآن قبلة كل العالم يحج إليها كل من يطلب البركة ويتصفح التاريخ.
المصادر:
الكتاب المقدس-وقاموس الكتاب-الموسوعة الكتابية-مهد الرسالات السماوية
|
|
|
|