أولاً: الشهادة الخارجية
1. تحتل الرسالتان مركزًا واضحًا في أقدم قوائم كتابات الرسول بولس فقد جاء في القانون الموراتوريMuratorian Canon (حوالي عام 170م) اسم الرسالتين على رأس التسع رسائل الموجهة إلى الكنائس، وأعلن أنهما كُتبتا لمنع الانشقاق في الكنيسة بسبب الهرطقات.
2. وردتا في كتابات مرقيونMarcions Apostolicon، في حوالي عام 140م بعد الرسالة إلى أهل غلاطية.
3. أشار القديس إكليمنضس الروماني (حوالي عام 95) الذي يُنظر إليه كصديقٍ للرسول بولس (في3:4) إلى ما ورد في هاتين الرسالتين، إذ كتب إلى كنيسة كورنثوس يسألهما الاهتمام بتوجيه بولس الرسول إليهم بخصوص الانشقاق الكنسي[3].
أشار إليهما القديس أغناطيوس الأنطاكي[4]والقديس بوليكربوس[5] والشهيد يوستين.
ثانيًا: الشهادة الداخلية
الرسالتان مشحونتان بالعلامات الداخلية على أصالتهما كرسالتين للرسول بولس. تحملالرسالتان انسجامًا وتوافقًا عجيبًا مع ما ورد في قصة سفر الأعمال التي سجلها القديس لوقا الإنجيلي، ولا يمكن القول بأن أحدهما اقتبس من الآخر، إذ لكل من الرسالتين وسفر الأعمال طابع خاص مختلف عن الآخر.
لا يمكن أن يكون كاتب الرسالتين آخر غير رسول الأمم العظيم بما يحمله من حنو وغيرة متقدة على خلاص النفوس وما يمارسه من أسفارٍ كثيرة للكرازة.
كمثالٍ حينما يتحدث عن خمسمائة أخ رأوا المسيح القائم من الأموات، وكان معظمهم لا يزالوا أحياء حتى كتابة الرسالة إنما يخبرهم عن قصة القيامة في عصر الرسل والتي كانت تبدو لغير المؤمنين أضحوكة سخيفة!