غاية الرسالة
إذ ترك بولس الرسول مدينة كورنثوس بعد خدمة ناجحة جدًا لمدة 18 شهرًا تحركت الأحداث بسرعة فائقة، فقد حدث انشقاق خطير وظهرت أربع فرق متضاربة، كما ظهرت مشاكل سلوكية وعقيدية تفقد الكنيسة قدسيتها وتحطم إيمانها.
لهذا كان بولس الرسول قلقًا على الشعب.
1. وصلته رسالة من بيت خلويChloe (11:1) تخبره عن الانقسام الذي حلّ بالكنيسة مع معلومات أخرى. تأثر بولس الرسول بما سمعه فأرسل تلميذه القديس تيموثاوس في إرسالية للمصالحة مع توصيات كثيرة (17:4؛ 10:16)، غير أن هذه الرسالة ربما وصلت أولاً.
2. إذ بلغه تقرير خاص بالزنا شعر الرسول بالالتزام أن يبعث إليهم برسالة يحذرهم فيها من الشركة مع الفاسدين أخلاقيًّا (5)، وهي مفقودة الآن.
3. رسالة من كورنثوس: وهي أيضًا مفقودة، لكن يبدو أنها هي السبب الرئيسي لكتابة الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. يمكننا إدراك ما حملته هذه الرسالة المفقودة من خلال دراستنا للرسالة التي بين أيدينا. فقد تحوّلت الكنيسة إلى مجموعات ضخمة متضاربة، فتعالت الصرخات لمعرفة الحق الإنجيلي. عاش البعض في حياة مستبيحة وبلا نظام. وقد عالج الرسول الانشقاق والتحزبات.
سحب البعض اخوتهم إلى محاكم وثنية. كما ظهرت آراء متضاربة بخصوص الزواج والعلاقات الأسرية بوجه عام (7)، والولائم والطعام المقدم للأوثان (8-10)، وأيضًا بخصوص تصرف بعض السيدات في الاجتماعات، وفي مائدة الرب وولائم المحبة (11)، وفي استخدام المواهب الروحية (12-14)، وفي الرجاء في القيامة من الأموات (15)، والجمع لفقراء أورشليم (16).
بجانب المشاكل الكنسية الخاصة بالانقسامات عانت الكنيسة من بعض المشاكل اللاهوتية (العقيدية)، والأخلاقية والاجتماعية والتعبدية والأخروية. فقد وجد أشخاص يهتمون بالفلسفات النظرية والحكمة البشرية دون الاهتمام بالإيمان الحيّ العامل، لذا جاء موضوع الرسالة: "ربنا يسوع المسيح".