نياحة الأنبا آبرام أبن زرعة البابا رقم 62
ومكث الأنبا أبرآم على كرسى مار مرقس الرسول ثلاث سنين وستة أشهر وتنيح وذهب إلى آبائنا القديسين صرف فيهم كل ثروته التى تحصل عليها عندما كان تاجراً قبل جلوسه على البطريركية وصرف كل الإيراد الذى تحصل عليه من الكنائس وصرف أيضاً 90 ألف ديناراً التى كانت مودعه عنده لأبو اليمن قزمان إبن مينا ولم يبق درهما واحداً قبل أن يموت ويقول إبن المقفع عنه : " وصرف جميع ذلك فى بناء الكنائس والصدقات وما يرضى الرب وصار مثل أبو الاباء إبراهيم فى أعماله المرضية وحسب مع الأبرار فى ملكوت الرب ونسأل ربنا ان يرحمنا بصلاته وصلاة كل من أرضاه بأعماله والمجد لربنا دائماً أبداً سرمدياً " (21)
وذكر ساويرس (22) : أن الأنبا ساويرس إحتمل المشاق من أجل محاربه الفواحش والتسرى بالجوارى بين الأقباط وضحى بحياته فى سبيل مقاومة الميسارين ومن الذين لم ينجح معهم بنصائحه وتهديداته فإن إنسان قبطى من الأراخنة إسمه أبى سرور الكبير كان على علاقة بكبار رجال الدولة أبى أن يصدع لأوامره ويخضع لناموس الإنجيل الذى يحرم تعدد الزوجات وكان له سرارى كثيرة فطلب منه ألا يجاضعهم وإستمر يرعى البغى والطغيان ولم يفعل فحرمه ومنعه من القربان ومنعه من دخول الكنيسة فتحايل ومكر ودعاه لمنزله بحجه كونه يريد أن يتوب عن فعلته الشنعاء ويطرد البغى من عنده ويكتفى بحلاله حتى سقاه شيئاً به سم ومن ذلك الوقت إعتلت صحته وقضى نحبه ومضى إلى الرب بسلام فى 6 كيهك سنة 970م وايد الحدث السابق الأنبا يوساب اسقف فوه وهو من آباء القرن 12 (24)– وإستمر على كرسى رئاسة الكهنوت ثلاث سنين وستة أيام وبكاه الناس أقباطا ومسلمين .
أعمال هذا البطريرك
*** لما حل الصوم الكبير صام شعب الكنيسة القبطية جمعة هرقل التى إنفرد بصومها الأقباط (25) عن عموم المسيحيين فصامها البطرك الأنبا أبرآم الأنطاكى الأصل معهم إذ كان من غير الائق أن يفطر فى الوقت الذى فيه أولاده صائمين ولما حان صوم يونان صام البطرك فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العادة إلى يومنا هذا .
*** ومن مآثره أيضاً أنه أضاف ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط وسبب هذه الزياده الحادثة الشهيرة المتواتره والمتناقله عبر الأجيال ويحكيها الآباء لأبنائهم ومسجله فى جميع كتب التاريخ القبطى المعروفه بمعجزه نقل جبل المقطم وقد فرضها على الكنيسة حين أرغمه المعز على نقله فجعلها تذكاراً لهذه المعجزة وفريضه لكى يقى الرب الكنيسة من مثل هذه المحنة ولا يعرضها لمثلها فى المستقبل
*** أيقونة القديسين الأنبا أبرآم وسمعان الخراز تزين الجدار البحرى بصحن كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة بمصر القديمة , أيقونه يرجع تاريخ رسمها إلى القرن الخامس عئر الميلادى ( أى بعد خمسة قرون من المعجزة , ولا بد أن الرسام نقلها من صورة أخرى أصليه بهتت ألوانها أو تكسرت وتمزقت ) والصورة الموجوده الآن تمثل صورة الأنبا أبرآم والقديس سمعان الخراز , وتظهر معهما فى الأيقونة صورة السيدة العذراء .
*** بناء كنيسة بإسم القديس سمعان الدباغ بجبل المقطم وشاءت إراده الرب أن تبنى أول كنيسة بإسم القديس سمعان الخراز .. تخليداً لذكرى هذه المعجزة التى لم يكن لها مثيل منذ عصور المسيحية الأولى وحتى الآن تخليداً لذكرى هذه المعجزة بعد عشرة قرون من حدوثها , وقد بُنِيَت فوق جبل المقطم نفسه فى عهد قداسة البابا شنوده الثالث عام 1974م
وقال القس المتنيح منسى يوحنا (26): " ومن مآثر البابا آبرام أنه أدخل فى الكنيسة القبطية فرض صوم نينوى الذى يصومه السريان وذلك لأنه لما حل أول الصوم الكبير صامت الكنيسة القبطية أسبوع هرقل فجاراهم البطريرك إذ لم يرى لائقاً أن يكون فاطراً وأولاده الأقباط صائمين ولما جاء ميعاد صوم نينوى صامه فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العاده حتى يومنا .