عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 207433 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الرجاء وبهجة القيامة

انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ.
انْتَظَرَتْ نَفْسِي،
وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ [5].


الصلب مع السيد المسيح لا يدفع إلى اليأس أو الإحباط أو صغر النفس، وإنما إلى الرجاء، فتنتظر النفس الله مخلصها بفرحٍ وتثق بكلامه ووعوده الصادقة والأمينة.
لقاؤنا مع المصلوب يكشف لنا عن حب الله الفائق، ويدفعنا إلى الالتصاق والاتكاء على صدره.
يلقي المتألم بخطاياه عند قدمي المخلص، ويذوب قلبه حبًا بذلك الذي قدم حياته مبذولة لأجله. وتتهلل نفسه أنها وسط الآلام في رفقة ذاك العجيب في حبه.
بالصليب لم تعد كلمة الله أو ناموسه خصمًا أخشاه، إنما به تمت المصالحة، وصارت كلمة الله سرّ عذوبة في أعماقي.
* من أجل رأفتك، ومن أجل شريعتك أتطلع إلى الخلاص، فإنني إن تطلعت إلى قدراتي سقطت طويلًا في اليأس... على أي الأحوال، إذ أصغي إلى شريعتك، إلى كلمتك، أمتلئ بالرجاء الصادق. أية كلمة؟ كلمة الرأفة. أنتم ترون إنه يقول: كما علت السماوات عن الأرض،هكذا علت طرقي عن طرقك وأفكاري عن أفكاركم" (إش 55: 9). وأيضًا: "لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه"، وأيضًا: "كبُعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 103: 11-12). بمعنى: لست أخلص فقط الفضلاء، وإنما أيضًا أغفر للخطاة وأقدم شهادة عن عوني ورعايتي وسط خطاياكم.

القديس يوحنا الذهبي الفم
* "وبكلامه رجوت"... لم يُعطَ الناموس لكي يقدر أن يهب حياة (غل 3: 21)، إنما لكي يُظهِر للخاطي خطاياه. فقد نسي الخاطي نفسه، ولم يرَ نفسه.
لقد أُعطي له الناموس لكي يرى (الخاطي) نفسه. لقد جعله الناموس مذنبًا، ومُعطي الناموس حرره، لأنه هو صاحب السلطان الأعظم... لذلك يوجد ناموس رحمة الله، ناموس الله للكفارة. ناموس للخوف، وآخر للحب. ناموس الحب يهب المغفرة للخطايا، يمحو الماضي، ويحذر بخصوص المستقبل، لا ينسى المرافقة في الطريق، بل يصير في صحبة ذاك الذي يقوده في الطريق.
لكن يلزم أن ترضي الخصم مادمت معه في الطريق (مت 5: 25). كلمة الله هي خصمك مادمت لا ترضيها. لكنك ترضيها عندما تبدأ أن تكون مسرتك في عمل وصية كلمة الله. فمن كانت خصمًا لك تصير صديقة لك. وإذ ينتهي الطريق لا يوجد من يسلمك للقاضي.
القديس أغسطينوس