* من أعماق قلبي، بغيرةٍ عظيمة وحماسٍ، من أعماق ذهني. هكذا كما ترون هي نفوس المحزونين: يثيرون قلوبهم ذاتها بكمالها، يدعون الله في ندامة عميقة، ولهذا السبب تمامًا يُسمع لهم.
الصلاة بهذه الكيفية بالحقيقة لها قوة مهولة، فلا تسقط ولا تضعف، حتى وإن هاجمها الشيطان بقوة عظيمة.
إنها مثل شجرة قوية تضرب جذورها إلى أعماق عظيمة في الأرض، فإنها تقاوم أي هبوب للريح، أما تلك التي تقوم على السطح فتسقط بأقل نفخة تهب عليها، وترتمي على الأرض.
هكذا الصلوات التي تصدر عن أعماقٍ لها جذور دفينة تبقى قوية لا تهتز ولا تسقط، مهما هاجمتها تشتيتات بلا حصر أو أثار إبليس معركة منظمة ضدها.
أما الصلاة الصادرة من الفم واللسان، دون أن تصدر من الأعماق، فتعجز عن الصعود إلى الله، لأن القلب فارغ والذهن أبله.
القديس يوحنا الذهبي الفم