الموضوع
:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عرض مشاركة واحدة
25 - 08 - 2025, 12:31 PM
رقم المشاركة : (
207420
)
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,352,592
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب وصرخة الأعماق
تَرْنِيمَةُ الْمَصَاعِدِ
مِنَ الأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ [1].
لعل أول ثمر للصليب أو الضيق أن تصدر صلاة المتألم من قلبه، من أعماقه الداخلية، بلغة لا يسمعها أحد سوى الله. وهو وحده يستجيب للغة الأعماق.
رفع يونان صلاته وهو في أعماق البحر، وفي أحشاء الحوت، بل وقدم ذبيحة تسبيح مقبولة ومرضية أمام الله.
صرخ قلب حنة إلى الله، ولم يفهم عالي الكاهن طلبتها، ولا شعر بحالها، لكن الله أمال أذنه وسمع لها.
صرخ أيضًا موسى قبل أن يحرك شفتيه، وسمع صوت الرب: "ما لك تصرخ إليّ" (خر 14: 15).
وصرخ قلب هابيل وهو يحتضر، وسمع الرب لصرخات دمه المسفوك بيد أخيه قايين.
وسط الضيق إذ يصرخ المؤمن من أعماق قلبه تتحول مرثاته إلى تسبحة مملوءة بالرجاء المفرح.
* صرخ يونان من الأعماق، من بطن الحوت (يون 2: 2). لم يكن فقط تحت الأمواج، بل وفي أحشاء الوحش. ومع هذا فإن الأمواج والجسم لم يمنعا صلاته من بلوغها إلى الله. لم يستطع بطن الوحش أن يحبس صوت صلاته. لقد اخترقت كل الأشياء، واندفعت بقوة عبر كل الأشياء، وبلغت أذني الله، لأن أذني الله كانتا في قلب ذاك الذي صلى.
* من أين يصرخ؟ من الأعماق. إذن من هو هذا الذي يصرخ؟ خاطئ. وبأي رجاء يصرخ؟ لأن الذي جاء لكي يغفر الخطايا يعطي رجاءً للخاطي حتى الذي في الأعماق.
القديس أغسطينوس
* "من الأعماق صرخت إليك يا رب" (مز 130: 1). ما معنى من الأعماق؟ إنها ليست من الشفتين، أو من مجرد تحريك اللسان التي تخرج منه دون أن يكون للفكر أو القلب نصيب فيها.
إنها صلاة عمق القلب، ومن أساسات النفس بحرارة شديدة وغير متقدة.
مثل هذه الصلاة تستقيم صاعدة أمام الله بشدة وبأس، ولا يمكن أن تتزعزع أو تطيش، حتى ولو هاجمها الشيطان بكل ما أوتي من جرأة ووقاحة. لكن تلك الصلاة الهزيلة التي تخرج من الفم فقط، التي يكون بدايتها اللسان ونهايتها الشفتين. هذه لن تصل إلى الله، لأن القلب لا يشترك فيها. وكل من يصلي هكذا تتحرك شفتاه، وقلبه فارغ، وعقله بليد متكاسل.
* من أعماق قلبي، بغيرةٍ عظيمة وحماسٍ، من أعماق ذهني. هكذا كما ترون هي نفوس المحزونين: يثيرون قلوبهم ذاتها بكمالها، يدعون الله في ندامة عميقة، ولهذا السبب تمامًا يُسمع لهم.
الصلاة بهذه الكيفية بالحقيقة لها قوة مهولة، فلا تسقط ولا تضعف، حتى وإن هاجمها الشيطان بقوة عظيمة.
إنها مثل شجرة قوية تضرب جذورها إلى أعماق عظيمة في الأرض، فإنها تقاوم أي هبوب للريح، أما تلك التي تقوم على السطح فتسقط بأقل نفخة تهب عليها، وترتمي على الأرض.
هكذا الصلوات التي تصدر عن أعماقٍ لها جذور دفينة تبقى قوية لا تهتز ولا تسقط، مهما هاجمتها تشتيتات بلا حصر، أو أثار إبليس معركة منظمة ضدها.
أما الصلاة الصادرة من الفم واللسان، دون أن تصدر من الأعماق، فتعجز عن الصعود إلى الله، لأن القلب فارغ والذهن أبله.
* يقول: "من الأعماق صرخت"، وعندئذ "فاستجبت"؛ تلك الصلاة الحارة التي ترافقها دموع الندامة لها قوتها العظيمة لدى الله ليوافق على طلباتنا.
* موسى النبي كان متألمًا وصلى بهدوء وتواضعٍ، فسمع الله له، ولهذا قال له الله: "ما لك تصرخ إليَّ" (خر 14: 15).
وحَنَّة أيضًا لما كان صوتها غير مسموع، تحقق لها كل ما أرادت. "وإذ كان قلبها يصرخ" (1 صم 1: 13).
وهابيل لم يصلِّ وهو صامت بل وهو يحتضر! وكان صراخ دمه أقوى وأشد من صوت البوق (تك 4: 10). فهل تئنون أنتم أيضًا مثل هذا القديس. أرجو ألا يكون جوابكم بالنفي. ومثلما يأمرنا النبي: "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم" (يؤ 2: 13). عليكم أن تصرخوا من الأعماق إلى الله، لأنه مكتوب: "من الأعماق صرخت إليك يا رب" (مز 130: 1).
إذن من العمق من القلب أخرج صوتًا واجعل صلاتك سرية. ألا تعلمون أنه في قصر الملك الأرضي تسكن كل جلبة، ويرنو صمت في المكان العظيم. أنتم أيضًا، تصرَّفوا هكذا بلياقة عظيمة وأنتم تدخلون إلى قصر ليس على الأرض، بل هو مهيب أكثر، الذي هو في السماء. أجلّ، لأنكم منضمُّون إلى طغمات الملائكة ورؤساء الملائكة وتشتركون مع السيرافيم، وكل هذه الطغمات تُظهر نظامًا صالحًا جدًا، مرنمة في رعدة عظيمة ذلك اللحن السري (الصوفي) وترانيمها المقدسة لله ملك الجميع، فامتزجوا إذن مع هؤلاء حينما تصلون واقتدوا بترتيبهم السري.
لأنكم لا تصلون للناس بل إلى الله، الحاضر في كل مكان، الذي يسمع حتى قبل خروج الصوت، الذي يعرف أسرار ذهنكم. فإن صليتم هكذا، فما أعظم ما تنالونه من أجر، "فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية" (مت 6: 6). ولم يقل: "سيعطيك مجانًا"، بل قال: "سيجازيك". أجل، لأنه قد جعل نفسه مدينًا لك، وبهذا كرَّمك تكريمًا عظيمًا. فلأنه هو نفسه غير منظور، سيجعل صلاتك هكذا تكون أيضًا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem