
يوم أمس, 07:39 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم،
وتقطعون سواريهم،
وتحرقون تماثيلهم بالنار" [5].
إن كان الرب قد كرّمهم واختارهم دون غيرهم فكيف يهينونه باختيارهم للأوثان عِوضًا عنه؟! أراد الله أن يرفعهم إلى خاصته فوق كل الشعوب، فهل يريدون النزول بمستواههم إلى الانضمام إلى الشعوب الوثنية؟ لقد أراد لهم أن يكونوا خاصته، ألاَّ يريدون أن يكون هو خاص بهم، لا يقبلون آخر غيره؟!
بقوله "شعب أخص" يعني أنه صار كملكية خاصة لله، ليس من حقه التصرف بذاته بل حسب إرادة من اقتناه. اقتبس الرسول بطرس هذه العبارة من الترجمة السبعينية، قائلًا: "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء" (1 بط 2: 9).
اختيارهم خلال نعمته المجانية، فليس فيهم ما يؤهلهم لهذا الاختيار. فإنه في كثرة الشعب يكرم الملك (أم 14: 28)، لكن الله الملك لم يُبال بالعدد. "ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم، واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب" [7]. حين اختارهم إنما اختار شخصًا واحدًا هو إبراهيم، وحين بدأوا كأمة في مصر كانوا حوالي سبعين نفسًا.
* بعد قوله: "من ملئه أخذنا" أضاف "نعمة فوق نعمة" (يو 1: 16). لأنه بالنعمة خلص اليهود. يقول الرب: "اخترتكم ليس لأجل كثرة عددكم، وإنما من أجل آبائكم" [7] LXX. إن كانوا لم يختاروا بواسطة الله من أجل أعمالهم الصالحة، فواضح أنه بالنعمة نالوا هذه الكرامة. ونحن أيضًا نخلص بالنعمة، لكن ليس بنفس الطريقة، ولا بذات الأهداف، بل لما هو أعظم وأسمى. إذن فالنعمة التي فينا ليست كالنعمة التي لهم. إذ لم يعطَ لنا فقط غفران الخطايا (إذ نحن شركاء معهم لأن الكل أخطأ) وإنما نلنا أيضًا البر والتقديس والبنوة وعطية الروح بصورة أكثر مجدًا وبفيضٍ.
القديس يوحنا الذهبي الفم
|