عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 08 - 2025, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 207003 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




1) مكان الخطاب ومُناسَبَتُه



في فصلِ الشِّتاءِ، كان يسوعُ يَتمشّى في هيكلِ أُورَشَليم، تَحتَ رِواقِ سُلَيمان، وذلك في عيدِ تَجديدِ الهَيكل (يوحنّا 10: 22-23). هذا الهَيكَلُ الَّذي بَناهُ سُلَيْمانُ الـمَلِكُ إِكرامًا لِحِفظِ كَلِماتِ الرَّبِّ العَشر، وتَعبيرًا عَنِ الحُضورِ الإلهي في وَسَطِ الشَّعبِ مِن خِلالِ كَلِماتِهِ (راجِع: 1 ملوك 6: 1).



كانَ اليَهودُ في أواخِرِ كانونَ الأَوَّل يُحيونَ ذِكرى إِعادةِ بِنَاءِ الهَيكلِ وَتَدشينِهِ الجَديد، الّذي جاءَ عَلى أَثَرِ انتِصارِ يَهوذا المَكّابي على أنطيوخُس أَبيفانوس الرّابع، مَلِكِ الدَّولَةِ السِّلوقيَّة، سَنة 167 ق.م. (راجع 1 مكابيين 4: 36-59). فَقَد دَنَّسَ هذا المَلكُ الهَيكل، إِذ أَلزَمَ اليَهودَ بالعبادَةِ الوَثَنِيَّة، وَمَنَعَهُم مِن تَطْبيقِ الشَّريعَةِ اليَهوديَّة، كَـخِتانِ الأَطفال، وَحِفظِ السَّبت.

يُسمّى هذا العيد أيضًا "عيدَ تَجديدِ الهَيكل" أو "حانوكا" (×—ض²×*ض»×›ض¸ض¼×”) وَمعناه "تَدشين". ويُشيرُ هذا الاسمُ إلى تَدشينِ الهَيكلِ مِن جَديد بَعدَ تَرميمِهِ عَلى يَدِ الحَشمونيّين، إِثرَ نَجاحِ ثَورَتِهِم ضِدَّ السِّلوقيّين (راجع 1 مكابيين 4: 51–57). وَقَد وَرَدَ هذا العيدُ أيضًا في كتاب "تاريخِ اليَهود" لِلمُؤَرِّخِ اليَهوديّ الرُّوماني يوسيفوس فلافيوس (الفصل 12). ولا يُحتفَلُ بهذا العيدِ في أُورَشَليمَ فَقط كَـعيدِ الفِصْحِ (פ×،×—)، وَعِيدِ المِظالّ (×،ض»×›ض¼×•ض¹×ھ)، وَعِيدِ الأَسَابِيع (ש×پض¸×‘וض¼×¢×•ض¹×ھ)، بَل يُحتفَلُ بِهِ أَيْضًا في كُلِّ مَكان. ويُعرَفُ هذا العيدُ أيضًا بِـ"عيدِ الأَنوار" (×—×’ ×”×گורי×‌)، لِكَثرَةِ استِعمالِ الإِنارَةِ فيه.



يَستَمِرُّ هذا العيدُ ثَمانِيَةَ أَيّام، وتُوقَدُ في مَساءِ كُلِّ يَومٍ شَمعَةٌ في شَمعدانٍ خُصِّصَ لِهذا الغَرَض. يُضيءُ المُؤمِنونَ شَمعَةً واحِدَةً في اليومِ الأَوّل، ثُمَّ شَمعَةً ثانيَةً في مساءِ اليومِ الثّاني، وهَكذا حتّى تَكتَمِلَ إِضاءَةُ الشُّموعِ الثَّمانِيَة. ويُضيفُ التَّلمودُ شَرحًا لِعَدَدِ أَيّامِ العيد، قائِلًا إِنَّها تُشيرُ إلى مُعجِزَةٍ حدثَت لِلحَشمونيّين عِندَ تَدشينِ الهَيكل، فَـلَم يَبقَ فِيهِ ما يَكفي مِن الزَّيتِ الطّاهِرِ لِإِيقادِ الشَّمعدانِ المُقدَّس. وَبِرَغمِ ذلِك، فَإِنَّه أَنارَ الهَيكلَ ثَمانِيَةَ أَيّام بِالكَميَّةِ القَليلَةِ المُتَبَقِّيَةِ، حتّى تمَّ تَحضيرُ الزَّيتِ الجَديد.



فيما كانَ اليَهودُ يَحتَفِلونَ بِعيدِ تَقديسِ الهَيكلِ وَتَكريسِهِ (يوحنّا 10: 22)، أَعلَنَ يَسوعُ المسيح لَهُم أَنَّهُ هُوَ الّذي كَرَّسَهُ الآبُ وَأَرسَلَهُ إِلى العالَم، كَـراعٍ صالِح، جَاءَ إِلى بَيتِهِ وَبَيتِ أَبيه، أَي الهَيكل، لِيَخدِمَ كُلَّ نَفْسٍ تَطلُبُهُ وَيَفتَديها بِـحَياتِهِ.