[Mary Naeem]

ولمَّا رَجَعَ الرُّسُل أَخبَروا يسوعَ بِكُلِّ ما عَمِلوا،
فمَضى بِهِم واعتَزَلَ وإِيَّاهم عندَ مَدينَةٍ يُقالُ لَها بَيتَ صَيدَا،

"وَاعْتَزَلَ وَإِيَّاهُمْ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى بَيْتَ صَيْدَا" إِلَى ذَهَابِ يَسُوعَ مَعَ تَلَامِيذِهِ إِلَى مَكَانٍ خَالٍ لِيَرْتَاحُوا بَعْدَ الْخِدْمَةِ. فَيَسُوعُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ الْقِيَامَ بِعَمَلِ اللهِ يَحْتَاجُ أَيْضًا إِلَى فَتَرَاتِ هُدُوءٍ وَتَأَمُّلٍ، حَيْثُ يَتِمُّ التَّجَدُّدُ وَسَمَاعُ صَوْتِهِ فِي الْعُمْقِ، كَمَا فِي قِصَّةِ إِيلِيَّا (1 ملوك 19:12–13). "بَيْتُ صَيْدَا" هِيَ تَسْمِيَةٌ آرامِيَّةٌ (בֵּית־צַיְדָא)، تَعْنِي "بَيْتَ الصَّيْدِ".
وَهِيَ مَدِينَةٌ عَلَى الشَّاطِئِ الشِّمَالِيِّ الشَّرْقِيِّ لِبُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، وَكَانَتْ مَوْطِنَ: فِيلِبُّسَ، أَنْدَرَاوُسَ، وَسِمْعَانَ بُطْرُسَ (يوحنا 1:44). فِيهَا أَجْرَى يَسُوعُ أَعْجُوبَةَ شِفَاءِ الأَعْمَى (مرقس 8:22–26)، وَعَاتَبَهَا لِعَدَمِ إِيمَانِهَا وَتَوْبَتِهَا (متى 11:21).
قَامَ هِيرُودُسُ فِيلِبُّسُ بِتَجْدِيدِهَا وَتَسْمِيَتِهَا يُولِيَا (جُولْيَاس) عَلَى اسْمِ ابْنَةِ الإِمْبِرَاطُورِ أُوغُسْطُسَ. وَيُظَنُّ أَنَّهَا كَانَتْ عَلَى جَانِبَي نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَيُرَجَّحُ أَنَّ مُعْجِزَةَ تَكْثِيرِ الْخُبْزِ وَالسَّمَكِ جَرَتْ فِي سَهْلِ الْبَطِيحَةِ، شَرْقِيَّ بَيْتِ صَيْدَا، فِي مَوْضِعٍ يُدْعَى اليَوْم "تَلْ هَادَار" أَيْ "تَلُّ الْمَجْدِ".
أما المعجزة الثانية (راجع متى 15: 32-39؛ مرقس 8: 1-10)، فقد حدثت لاحقًا في طبغا على الشاطئ الشرقي من بحيرة طبرية.