
12 - 08 - 2025, 12:45 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
القدّيسة فيلومينا من زنزانة العذاب إلى مجد السماء
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسة الشهيدة فيلومينا في تواريخ مختلفة، منها 11 أغسطس/آب من كلّ عام؛ هي من استشهدت في ربيع العمر حبًّا بعريسها السماويّ.
أبصرت فيلومينا النور عام 291 في اليونان وسط عائلة وثنيّة. ويُروى أنّ والدها كان أميرًا على إحدى مدن اليونان، أمّا أمّها فكانت من سلالة الأمراء. ولم يكُن لديهما أولاد، لهذا كانا يُمضيان أوقاتهما في الصلاة وتقديم الذبائح إلى آلهتهما من أجل أن يُرزَقا طفلًا. وكان يوجد رجلٌ مسيحيّ اسمه بوبليوس، وهو طبيب القصر الذي كانا يعيشان فيه، فحزِنَ جدًّا لواقعهما المرير، وسارَ محصَّنًا بنعمة الروح القدس وقوّته، وبدأ يتحدّث معهما عن جوهر الإيمان الحقّ، وعن الإله الوحيد، الربّ يسوع، القادر على أن يمنحهما طفلًا.
وفي تلك اللحظات، اخترقت نعمة المسيح قلبَيْهما، وآمنا به، وبعدها رَزَقهما ابنة. وحين نالت سرّ العماد المقدّس، سُمّيت الطفلة «فيلومينا»، أي «ابنة النور» باللغة اللاتينيّة، وأحبَّها والداها بقوّة. ومنذ طفولتها، حصّنتْ فيلومينا ذاتها بمحبّة المسيح، وغرستْ في وجدانها أسمى الفضائل الروحيّة.
وفي أحد الأيّام، قرَّر والداها الذهاب إلى مدينة روما، فمضت فيلومينا معهما لأنّها لم تكن تفارقهما البتّة. وهناك، أعجِب الملك دقلديانوس بها، وطلب الزواج منها، لكنّها رفضت طلبه، معلنةً بكلّ جرأة أمامه أنّها نذرت بتوليّتها بكلّيتها لعريسها السماويّ وحبيبها الوحيد يسوع المسيح. حينئذٍ غَضِبَ الملك، وأمر بالقبض عليها ووضعها في السجن.
وبينما كانت هذه القدّيسة تُصلّي بكلّ إيمان ورجاء وثقة مطلقة بالإله القدير، ظهرت لها العذراء مريم في اليوم السابع والثلاثين من سجنها، قائلة لها إنّها ستخرج بعد ثلاثة أيّام وتذوق آلامًا مريرة. وفي اليوم الأربعين من سجنها، خرجت وعرفت شتّى أنواع العذاب، لكنّها سارت درب جلجثتها متسلّحة بالصبر والرجاء ومحبّة المسيح. وأخيرًا تُوِّجت فيلومينا بإكليل الشهادة وهي في ربيع العمر، معانقة فرح الحياة الأبديّة في العام 304، وقد صنع الله من خلالها آيات مقدّسة كثيرة.
|