عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 09 - 2012, 12:43 PM
الصورة الرمزية مريم فكرى
 
مريم فكرى
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مريم فكرى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 61
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,297

مقومات الحب الحقيقى - العامل الثانى : الحرية


مقومات الحب الحقيقى - العامل الثانى : الحرية




يرتبط بالنضج النفسى و الجسمى و الروحى عامل الحرية أيضاً لأنها أهم علامة للرجولة و النضج


و نقصد بالحرية هنا التحرر الداخلى و الخارجى ... أما التحرر الداخلى فهو ما ذكرناه فى المقال السابق أن يكون الإنسان قد تخلص من مركزية الأنا و عقد النرجسية و الأوديبية و الرومانسية


و التحرر الداخلى على الصعيد الروحى هو الإلتقاء مع ابن الله كى يصير الإنسان حراً غير مستعبد لخطاياه , صالباً الإنسان العتيق و الأهواء و الشهوات ... أما التحرر الداخلى على الصعيد النفسى فهو النضج و النمو النفسى السليم


قد يبحث المحب لا عن قرين أو رفيق , بل بديل للأب و الأم , و ذلك فى حالة تعلق البنت بأبيها تعلقاً جنسياً لا شعوريا , أو تعلق الشاب بأمه ... و الحب الشعرى ينمو فى الغفلة و الأحلام , و كثيرا ما تكون نتيجته الخيبة و اليأس


أما الحب الذى يريد أن يكون رباطاً قوياً وثيقاً بين اثنين جسماً و قلباً و روحاً , و أن يكون درعاً قوياً لوقاية الزوجين من أحداث الدهر فيجب عليه أن يكون يقظاً من حين لآخر , و أن يقوم على دعامة الوجدان و الفكر المستنير ... إن الإلحاح الذى يبديه أحد الزوجين فى أن يكون الآخر شبيهاً به كل المشابهة لا يرجع إلى قوة الحب و كماله بل إلى ضعفه و نقصه ... إن الشخص هنا لم يتحرر من عبوديته لنفسه


الحب و الحرية يطرحان الخوف و القلق إلى خارج


و إذا كان كل من المحبين يشعر بأنه يهب نفسه للآخر فى جو من الحرية و التقدير المتبادل فلا شك أن هذا الشعور بالحرية أقوى عامل من عوامل إسعاد الحياة الزوجية و تدعيم أواصر الحب و الاتحاد


أما الحرية الخارجية فنعنى بها ألا تكون هناك ظروف خارجية ضاغطة يعيبها الفرد عند تحديد شريك حياته , كأن تكون الفتاه ملزمة بالتزوج من شاب لأنه يحمل صلة قرابة لها كما تفعل بعض العائلات أحياناً , لا مانع من أن يحصل هذا الترابط و لكن بشرط ألا يكون تضحية إجبارية من الطرفين تنغص على الجميع حياتهم


إن وجود شرط يمنع حرية الإنسان فى اختيار من يحبه , هذا يهدد الأسرة منذ بداية نشأتها ... و ما نقوله عن العلاقات الأسرية نقوله أيضاُ على وجود عامل حتمية الإلتزامات المادية فى العلاقات الزوجية التى إن دلت على فقدان شرط الحرية الخارجية فهى أيضا تدل على فقدان الحرية الداخلية . و معنى ما نقوله , أن المال و الأثاث و ما يتعلق بهما لا يلزم أن يكون عاملا متحكماً فى علاقات الإنسان بمن يحبه و يختاره شريكاً لحياته


يقول باسكال إننا لا نستطيع أن نحب حبا كافياً إلا إذا أحببنا حباً زائداً , و ربما كان الحب هو الشئ الوحيد الذى لا يكون جميلا إلا إذا ارتبط بالإفراط و السرف , فإن المعيار الأوحد للحب هو أنه ليس له معيار
رد مع اقتباس