عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 08 - 2025, 02:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

7 استراتيجيات لتعزيز المساءلة في الكوتشينغ دون ضغط أو خزي



3 خطوات لتعزيز الثقة بالنفس


تقول المغنية الأمريكية "سيارا برينسس هاريس" ( Ciara Princess Harris): "الثقة جوهر كل شيء، وهي السر الذي يحول القميص الأبيض العادي وسروال الجينز إلى إطلالة أنيقة".

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مورينو زوغارو" (Moreno Zugaro)، ويحدثنا فيه عن كيفية تعزيز الثقة بالنفس.

تفتح الثقة أبواباً كانت موصدة، ومن يفتقر إليها يظلُّ حبيس الشك والخيبات. تكمن المشكلة في النصيحة الشائعة: "تظاهر بالثقة حتى تكتسبها"؛ لأنَّها حل هش لا يصمد طويلاً، فلا يُعقل أن تشاهد مقطع فيديو تحفيزياً قبل كل اجتماع عمل، أو تطلب التشجيع قبيل كل موعد لقاء.

هذه الثقة الزائفة تُنهك الروح، وتُشعرك بأنَّك محتال، وتهدم ثقتك بنفسك، وهنا تكمن أهمية الثقة التي تنبع من أعماقك، بيد أنَّ تحقيق ذلك أصعب مما نعتقد.

في كتابه "6 أركان للثقة بالنفس" (The Six Pillars of Self-Esteem)، يصف عالم النفس "ناثانيال براندن" (Nathaniel Branden) الثقة بأنَّها حلقة مفرَّغة، فإن افتقرت إلى الثقة، لن تؤمن بمهاراتك، وسترتبك في المواقف الاجتماعية، وتتأثر علاقاتك، مما يؤدي إلى تجارب سلبية تزيد من انهيار ثقتك بنفسك.

على الجانب الآخر، تدفعك الثقة العالية إلى التصرف بجرأة، مما يخلق تجارب إيجابية تعزز هذه الثقة أكثر.
الخطأ الشائع الذي يمنع تعزيز الثقة

من أكبر الأوهام عن الثقة الاعتقاد بأنَّها تأتي من امتلاك الأشياء، فكم من عارضات أزياء فاتنات، ورجال أعمال أثرياء، ومشاهير عالميين يعانون من انعدام الأمان الداخلي، فيشترون أشياء باهظة، ويقضون ساعات أمام المرآة لتعويض ذلك. وفي المقابل، ثمة أناس عاديون بسيطون، لكنَّهم مفعمون بثقة لا تتزعزع.

تنبع الثقة من الإيمان بالذات، وهي مستقلة عن الظروف الخارجية، لكنَّ تنمية هذه القناعة ليست بالأمر السهل. فيما يلي 3 خطوات لتعزيز الثقة بالنفس:
1. التقبل

يقول الكاتب "مارك مانسون" (Mark Manson): "تنبع الثقة الحقيقية من تقبل عيوبك".

ليست الثقة في التباهي بمميزاتك، بل في تقبُّل عيوبك، فلا أحد مثالي أبداً، وإن لم تتصالح مع نواقصك، سيظل ذلك الصوت المدمر في أعماقك يذكرك بأوجه القصور التي تتصورها في نفسك، ولكن حين تتقبل أنَّ هذه الجوانب جزء منك، تستعيد السيطرة على عقلك.

على الرغم من ممارستي للرياضة لما يزيد عن 10 سنوات، إلا أنَّ ساقاي تبدوان رفيعتين بسبب صغر حجم باطن الركبة. لسنوات طويلة، كنت أشعر بالخجل منهما، خاصة عندما يعلق الآخرون على هذه النقطة الحساسة.

لم تكن تهمني جميع المجاملات عن رشاقتي، أو ذكائي، أو مهاراتي في الطهي التي تضاهي المطاعم، فكلما وقفت أمام المرآة، كنت أنظر تلقائياً إلى ذلك الجزء من جسدي، فتأثرت نفسياً لدرجة أنَّني كنت أعدل صوري لأخفي ساقيَّ، وأرتدي السراويل الطويلة دوماً.

يسعى جميع الأفراد لإخفاء عيوبهم؛ لأنَّ معايير المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي تطالب الناس بالكمال، فينبغي على الرجل أن يكون وسيماً وقوياً وناجحاً في عمله، ويقضي وقته مع عائلته، ومطلوب من المرأة أن تبدو متألقة ومستقلة وطموحة في عملها، وتنجز جميع واجباتها المنزلية.

لكن، إن كنت تشعر بالنقص بسبب طولك أو دخلك أو مظهرك، فهناك طريقة وحيدة لزيادة ثقتك بنفسك، وهي التقبُّل. أنت تستحق التقدير، بصرف النظر عما تملكه أو تفتقر إليه، وقد تجد الأمر صعباً، ولكن يمكنك تحقيق ذلك بسلاسة إذا استوعبت هذه الحقيقة.



2. تحسين أسلوب التواصل مع الذات

تعتمد ثقتك بنفسك على كيفية رؤيتك لذاتك، ولكن حين تخلط بين صفاتك وشخصيتك، يصبح تقبُّل عيوبك أصعب؛ لأنَّه يهدد هويتك، لذا جرب استبدال:

عبارة "مهاراتي الاجتماعية متدنية" بـ "لم أكتسب المهارات الاجتماعية الكافية بعد".
عبارة "أنا ضعيف" بـ "عضلاتي غير متمرسة".
عبارة "أنا مفلس وسيء في إدارة المال" بـ "لم أحقق الأمان المالي بعد".

هناك فرق شاسع بين العبارتين؛ لذا عُدَّ صفاتك قابلة للتطوير والتحسين، وليست هوية لا يمكن تغييرها.

3. تقبل الرفض والألم بدلاً من تجنبهما

يحاول معظم الناس تجنب الألم، ولكن تؤدي مقاومته إلى مزيد من المعاناة. في الماضي، كنتُ أستاء حين كان أحدهم يعلق على نحالة ساقَي، فإما أن أرد بعنف، أو أقنع نفسي بأنَّهما ليسا بهذا الصغر، لكنَّ ذلك زاد معاناتي، أما اليوم، فقد تقبلت مظهرهما، بل وأضحك عليهما مع الناس أحياناً، وهنا تكمن الثقة الحقيقية.

ستجبرك الحياة أحياناً على مواجهة ما تراه عيباً، وستشعر بألم كبير يعتصرك؛ إذ ستعاني من الرفض، وسيسخر منك بعضهم، ولكن هذه طبيعة الحياة، وتقبُّل الألم يوفر عليك المعاناة.
نوعان للثقة بالنفس

يحررك التقبُّل من الحلقة المفرغة التي تقوض الثقة، بينما يؤدي التحسين المستمر إلى تعزيزها؛ إذ يعمل العقل على مقارنة وضعك الحالي بما حدث مؤخراً، وبصرف النظر عن وضعك الآن، إذا كنت تتقدم للأمام، فستشعر بتحسن تجاه نفسك.

يقول المؤلف الأمريكي "جيمس كلير" (James Clear): "يجب أن تهتم بمسار تقدمك الحالي أكثر من اهتمامك بالنتائج"، فما إن تفصل بين ذاتك وصفاتك التي لا تحبها، وتتوقف عن الخوف من الرفض، يمكنك البدء في تطوير نفسك مثل: التسجيل في ناد رياضي، أو ادخار بعض المال، أو تطوير مهاراتك الاجتماعية، أي ركز على التجارب الإيجابية التي تعطيك الأمل.

ولكن، بينما يبدو بناء الثقة رائعاً، هناك فخ يجب تجنبه. كان لدي صديق يمتلك ثقة كبيرة بالنفس، لكنَّه كان شخصاً مزعجاً للغاية، وغالباً ما كان يقع فريسة للاكتئاب ومتلازمة المحتال وكره الذات. أظهرت الأبحاث العلمية أنَّ هناك نوعين من الثقة:
1. الثقة السليمة

وهي مبنية على شعورك تجاه ما يمكنك التحكم فيه، فلا يمكنك التحكم في إعجاب الآخرين بك، أو موعد حصولك على ترقية، أو الوزن الذي تفقده خلال الشهر، لكنَّك تستطيع أن تكون شخصاً طيباً، أو تعمل بجد، أو تلتزم بنظامك الغذائي. وبصرف النظر عن النتائج، ستبقى هذه الأمور في صالحك. ركز على خياراتك وأفعالك ولا تشغل بالك بالنتائج التي تحققها.
2. الثقة السامة

وهي مبنية على معايير خارجية مثل: النجاح، والشعبية، والأموال. ولكن، هذه أمور خادعة. فصحيح أنَّ معنوياتك سترتفع حين تسير الأمور كما تريد، ولكنَّ نظرة غاضبة أو صفقة فاشلة، كفيلة بأن تسبب لك الانهيار، فتفقد الشعور بالأمان، وتشكك بقيمتك الذاتية بمجرد أن تسير الأمور عكس ما تتمنى.

النجاح الخارجي هو نتيجة جيدة، لكن لا يجب أن يكون هدفك النهائي أبداً؛ إذ تنبع الثقة الحقيقية من الداخل، لا من الخارج. حين تعمل على تطوير نفسك وترى النتائج، قد تحاول بناء ثقتك وفقاً لإنجازاتك، وهو أمر خاطئ.

كان صديقي يبني ثقته على هذه المقاييس الظاهرية، وسعى بجنون للحفاظ عليها، مما أدى إلى نفور أصدقائه منه بسبب تصرفاته القاسية، وشعوره بالدونية؛ إذ يكمن السر في التطور الداخلي وتحسين الذات.

يقول الكاتب الألماني "يوهان غوته" (Johann Goethe): "ما يهم الإنسان الفاعل هو القيام بالصواب، أما حدوث الصواب من عدمه فلا يجب أن يشغل باله".


في الختام

لا تتعلق الثقة بالنفس إذاً بأن تصبح الأفضل أو الأقوى بقدر ما تتعلق بتقبُّل ذاتك بكل قدراتك وعيوبك، ولا تتطلب السعي وراء الإنجازات دوماً، بل التمسك بالعمل الصحيح بصرف النظر عن النتائج. قد يكون طريق الثقة الحقيقية وعراً، لكنَّه كفيل بتغيير حياتك جذرياً.

رد مع اقتباس