[Mary Naeem]

أُرزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا
"كَفافَ"، فَفِي ظ±لْأَصْلِ ظ±لْيُونَانِيِّ ل¼گد€خ¹خ؟ل½»دƒخ¹خ؟خ½، فَهِيَ كَلِمَةٌ نَادِرَةٌ وَتَرِدُ فِي ظ±لْعَهْدِ ظ±لْجَدِيدِ مَرَّتَيْنِ فَقَط (متى 6: 11؛ لوقا 11: 3)، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي ظ±لْأَدَبِ ظ±لْيُونَانِيِّ الْقَدِيمِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى تَفَرُّدِهَا وَعُمْقِهَا ظ±للَّاهُوتِيِّ. وَقَدْ فُسِّرَتْ بِثَلَاثِ طُرُقٍ مُكَمِّلَةٍ بَعْضُهَا لِبَعْض:

مَعْنَاهَا ظ±لْوَضْعِيُّ: أَيْ مَا يَكْفِي وَيَسُدُّ ظ±لْحَاجَةَ لِلْيَوْمِ، كُلُّ خَيْرٍ مَادِّيٍّ ضَرُورِيٍّ لِلْعَيْشِ بِكَرَامَةٍ. وَهُوَ مَا يُرَكِّزُ عَلَيْهِ تَفْسِيرُ ظ±لآبَاءِ فِي سِيَاقِ ظ±لثِّقَةِ بِظ±للَّهِ وَظ±لِاتِّكَالِ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ.

مَعْنَاهَا ظ±لزَّمَنِيُّ: تَدُلُّ عَلَى تَكْرَارِ "ظ±لْيَوْمِ" لِلتَّشْدِيدِ عَلَى ظ±لثِّقَةِ بِدُونِ تَحَفُّظٍ أَوِ ظ±هْتِمَامٍ مُقْلِقٍ بِظ±لْغَدِ، كَمَا قَالَ ظ±لرَّبُّ: "لَا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، فَظ±لْغَدُ يَهْتَمُّ بِنَفْسِهِ" (متى 6: 34).


مَعْنَاهَا ظ±لرُّوحِيُّ وَظ±لْإِفْخَارِسْتِيّ: فَإِذَا أُخِذَتْ حَرْفِيًّا، فَإِنَّهَا تُشِيرُ إِلَى خُبْزِ ظ±لْحَيَاةِ، جَسَدِ ظ±لْمَسِيحِ، كَمَا قَالَ يَسُوعُ: "إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ظ±بْنِ ظ±لْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَتْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 6: 53–56).
وَيُعَلِّقُ ظ±لْقِدِّيسُ بَاسِيلْيُوس قَائِلًا: "إِنَّ هظ°ذِهِ ظ±لصَّلَاةَ ظ±لَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا ظ±لسَّيِّدُ تَعْنِي ظ±لِظ±لْتِجَاءَ إِلَى ظ±للَّهِ، لِنُخْبِرَهُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ ظ±حْتِيَاجَاتِ طَبِيعَتِنَا ظ±لْيَوْمِيَّةِ." وَبِذظ°لِكَ تُصْبِحُ هظ°ذِهِ ظ±لطَّلَبَةُ صَرْخَةَ ظ±بْنٍ مُتَّكِلٍ عَلَى أَبِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، سَوَاءٌ فِي مَا يَخُصُّ خُبْزَ ظ±لْجَسَدِ، أَوْ خُبْزَ ظ±لرُّوحِ، أَوْ خُبْزَ ظ±لْحَيَاةِ ظ±لْأَبَدِيَّةِ. وَفِي نَصِّ مَتَّى 6: 11 تَرِدُ ظ±لطَّلَبَةُ كَذظ°لِكَ: "أَعْطِنَا ظ±لْيَوْمَ خُبْزَنَا كَفَافَ يَوْمِنَا"، وَهِيَ نَفْسُ ظ±لْمَعْنَى ظ±لْمُرَادِ فِي لُوقَا ظ،ظ،: ظ£، إِذْ تَتَرْجَمُ ثِقَةَ ظ±لْمُؤْمِنِ فِي ظ±لرِّبِّ وَطَلَبَهُ لِـمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ حَاضِرٍ، لَا أَكْثَرَ وَلَا أَقَلَّ، فَـ"كَفَافُ ظ±لْيَوْمِ لِلْيَوْمِ". هذا الطَّلبُ بعينهِ هو ما يُحرِّكُ أحداثَ المَثَلِ الآتي، الّذي يَروي عن رجلٍ يَذهبُ إلى صَديقِه في مُنتصفِ اللّيلِ لِيَطلُبَ منهُ ثلاثةَ أَرغِفَةٍ (لوقا 11: 5).