28 - 09 - 2012, 06:32 PM
|
رقم المشاركة : ( 33 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
ولابد أن نفرق بين نوعين من النعمة:
1. نعمة أخذناها دون عمل منا ودون استحقاق منا مثل (خلقنا بل خلقنا على صورة الله/ كل عطايا الله لنا مادية وروحية/ الفداء/ الروح القدس الذي حل فينا/ المجد المعد لنا/ القيامة من الموت/ التبني.
2. النعمة بمفهوم القوة التي تعمل فينا فتغير طبيعتنا فنصير خليقة جديدة، وهذه تستلزم الجهاد.. فحتى نمتلئ نعمة يجب أن نمتلئ من الروح القدس، وهذا يستلزم الصلاة بلجاجة.
· إذاً الله قدم نعمة مجاناً لكن حتى نستفيد منها علينا أن [1] نؤمن [2] نعتمد [3] نجاهد. ولاحظ ان الرب قال "لأنكم بدونى لا تقدرون ان تفعلوا شيئا "(يو 15: 5 ) فهو لم يقل انا ساعمل بل انتم تعملون وبي تقدرون ان ينجح عملكم. وبنفس المفهوم " قوتى فى الضعف تكمل" (2كو 12: 9 ).
والنعمة بهذا تكون هي عمل الروح القدس في المؤمن بالمسيح وفدائه. وطالما هي عمل الروح القدس، فنحن نعلم أن الروح القدس يُعطى لمن يسألونه (مت11:7+ لو13:11), ومن هاتين الآيتين نفهم أن الروح القدس هو عطايا الله الصالحة التي أعطاها لنا نحن المؤمنين، ولكنه يُعطى لنا أى يملأنا قوة تعمل فينا حينما نسأله بلجاجة، أي حينما نشعر بضعفنا و باحتياجنا له فنصرخ طالبين الإمتلاء بالروح. وهذا هو معنى كلام السيد المسيح في (يو37:7-39) فالذي تجري من بطنه أنهار الماء الحي، أي الذي يمتلئ ويفيض من الروح القدس هو من يشعر بالاحتياج. وهذا يتفق مع قول السيد المسيح طوبى للجياع والعطاش للبر لأنهم يشبعون (مت6:5). فكلما جاهد المؤمن في حياته، يمتلئ من الروح القدس، أي يمتلئ من النعمة ولذلك يطلب منا الرسول بولس قائلاً: "إمتلئوا بالروح" (أف18:5). وكلما جاهدنا كلما امتلأنا نعمة فوق نعمة.
النعمةوبولس حينما قال امتلأوا بالروح هنا، لم يقل هذا وسكت. فالإمتلاء بالروح هو نعمة أي عطية إلهية. لكن لا توجد نعمة دون جهاد، لذلك أكمل بولس بالجهاد المطلوب ووضع لنا المنهج وقال (سبحوا/ اشكروا/ اخضعوا..) وكلما فعلنا امتلأنا نعمة فوق نعمة.
إذاً قول القديس يوحنا "ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة يعني أن الروح القدس حلًّ بملئه على المسيح ونحن بثباتنا في المسيح الرأس صار لنا أن نحصل على الروح القدس، ونحن لا نمتلئ من الروح القدس كما امتلأ المسيح، وإلا صرنا آلهة، لكن نحن نأخذ قدر احتمالنا وكلما جاهدنا نمتلئ أكثر ولكن في حدود محدودية بشريتنا، نمتلئ نعمة فوق نعمة، لنصل لصورة المسيح (غل19:4)
|
|
|
|