[Mary Naeem]

ما هي العلاقة بين المرارة والتوقعات غير المحققة

إن الصلة بين المرارة والتوقعات التي لم تتحقق هي علاقة قوية تلمس جوهر تجربتنا الإنسانية. عندما نضع قلوبنا على نتائج معينة أو نضع آمالنا في أشخاص أو ظروف معينة ، نصبح عرضة للإحباط والألم عندما يفشل الواقع في التوافق مع رغباتنا.

يمكن للتوقعات غير المحققة أن تجعلنا نشعر بالخيانة وخيبة الأمل والتشكيك في أسس معتقداتنا وعلاقاتنا. يمكن لهذا الشعور بالخسارة والظلم ، إذا ترك دون معالجة ، أن يتخمر ببطء في المرارة - عاطفة أكالة تأكل فرحنا وسلامنا وقدرتنا على الحب.

نرى هذا النمط يتجلى في العديد من الأرواح عبر التاريخ وفي مجتمعاتنا. قد يصبح الشاب الذي يحلم بمهنة معينة مرارة عندما يواجه الرفض المتكرر. الزوج الذي لم يرقى زواجه إلى مستوى المثل الرومانسية قد يزداد استياءً مع مرور الوقت. حتى في مسائل الإيمان، عندما تبدو صلواتنا بلا إجابة أو عندما لا تفي الكنيسة بتوقعاتنا، يمكننا أن نغري بالمرارة.

ولكن يجب أن نتذكر أن توقعاتنا غالبا ما تتشكل من خلال فهمنا المحدود. وكما يذكرنا القديس بولس، "لأننا نرى الآن في مرآة، باهتة، ولكن بعد ذلك سنرى وجها لوجه. الآن أنا أعرف جزئيا فقط؛ ثم سأعرف تماما كما عرفت" (1كورنثوس 13: 12). قد تكون توقعاتنا غير المحققة دعوات للنمو في الحكمة ، وتعميق ثقتنا في العناية الإلهية ، وزراعة المزيد من الرحمة للآخرين الذين يكافحون أيضًا.

المرارة نفسها يمكن أن تصبح شكلا من أشكال التوقعات غير المحققة. قد نتوقع أن غضبنا واستياءنا سيصححان بطريقة أو بأخرى الظلم الذي مررنا به ، فقط لنجد أنه يسجننا أكثر في ألمنا. كما يحذر المؤلف من العبرانيين ، "انظر إلى أنه لا أحد يفشل في الحصول على نعمة الله. أنه لا يوجد جذر من المرارة يتصاعد ويسبب المتاعب، ومن خلاله يتنجس الكثيرون" (عبرانيين 12: 15).

الطريق إلى الأمام لا يكمن في إنكار خيبة أملنا ، ولكن في إحضارها إلى الله بأمانة وتواضع. نحن مدعوون إلى رحلة الشفاء والتحول ، حيث يمكن استبدال توقعاتنا غير المحققة ويمكن تحويل مررنا إلى أمل أعمق وأكثر مرونة. هذه هي الرحلة من المرارة إلى البركة ، من الاستياء إلى المصالحة ، من اليأس إلى الإيمان المتجدد بصلاح الله وإمكانية المحبة.