الموضوع
:
وَلَّدت الشهوة عنفًا في حياة أمنون
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
12 - 06 - 2025, 01:39 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,351,768
وَلَّدت الشهوة عنفًا في حياة أمنون
كراهية أمنون لثامار
:
12 فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13 أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14 فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. 15 ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي». 16 فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17 بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هذِهِ عَنِّي خَارِجًا وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا». 18 وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19 فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً.
إذ حقق أمنون شهوة جسده أبغض ثامار "بغضة شديدة جدًا حتى إن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها" [15]. قام بطردها عوض أن يتزوجها شرعيًا، فتذللت أمامه ليتزوجها ولا يلقيها للعار، أما هو فطلب من الخادم أن يطردها عنوة.
كما سبق فقلت أن الشهوة والعنف صنوان، كلاهما ثمرة انتزاع النعمة الإلهية من الإنسان وحرمانه من الوجود مع الله. الشهوة تعطي الإنسان أحيانًا رقة في الظاهر لكنها تحمل عنفًا في الداخل، والعنف يولد شهوة ولذة حيث يطلب الإنسان ما لِذاته لا ما هو للغير. كانت
امرأة فوطيفار
رقيقة للغاية أمام يوسف لكنها لم تقدر أن تخفي عنفها حين رفض الاستسلام لها فألقته في السجن. أما هو فكان رقيقًا جدًا معها رغم حزمه في رفض الخطية. لم ينتقم لنفسه ولا شهَّر بها حين تمتع بالمجد وصار صاحب سلطان في قصر فرعون.
يربط سليمان الحكيم بين الزنا والقسوة قائلًا: "لأن شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلًا وحنكها أنعم من الزيت، لكن عاقبتها مُرّة كالأفسنتين حادة كسيف ذي حدين. قدماها تنحدران إلى الموت. خطواتها تتمسك بالهاوية" (أم 5: 3-5).
هكذا وَلَّدت الشهوة عنفًا في حياة أمنون، فأصدر أمره لخادمه أن يطرد سيدته ويغلق الباب وراءها؛ أما هي فوضعت رمادًا على رأسها علامة الحزن الشديد (1 مك 4: 39؛ أس 4: 1) كمن في جنازة، ومزقت الثوب الملون (الجبة الخاصة ببنات الملوك العذارى) علامة فقدها كل مجد والتصاق الخزي بها، ووضعت يدها على رأسها وكانت تسير صارخة.
إنها صورة مُرّة للنفس التي تُحطمها الخطية، فإنها تهيم في الطريق في مذلة كمن هي مطرودة من البيت؛ تفقد النفس سكناها في حضن الله لتهيم كما في عزلة، ليس من يسندها ولا من يشاركها أعماق مشاعرها! تتطلع من خلفها لتجد الكل قد أغلق الباب في وجهها!
تضع رمادًا على رأسها إذ يُحطم اليأس تفكيرها، تفقد رجاءها وسلامها وفرحها الداخلي!
تمزق الثوب الملون الذي يشير إلى الجسد بكل طاقاته؛ الجسد الذي يطلب الشبع لحواسه خلال الشهوة يفقد قدسيته وتتدنس حواسه!
تضع يدها على رأسها علامة عجزها عن العمل والتصرف!
تهيم صارخة في الطريق كمن فقد الطريق الملوكي المفرح!
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem